طموحات الصين في "القطب الشمالي" تُثير مخاوف غربية

رصدت النرويج، العضو في حلف شمال الأطلسي، نشاطا صينيا لافتا في القطب الشمال، وعلى الرغم من أنها وصفته بـ"المحدود" لكنه "متزايد".

وأشارت مجلة "نيوزويك" إلى أن الصين، التي تقع على بعد 900 ميل على الأقل من الدائرة القطبية الشمالية، أبدت اهتمامها بتلك المنطقة، وقالت إنها "دولة قريبة من القطب الشمالي"، فضلاً عن كونها طرفًا في شؤون القطب الشمالي، ثم في الصيف الماضي، نشرت ثلاث كاسحات جليد في المحيط المتجمد الشمالي لأول مرة.

وأشار جهاز الاستخبارات النرويجي في تقريره السنوي لتقييم التهديدات الأمنية الحالية، الذي صدر في الخامس من فبراير الماضي، إلى أنه "على مدار العام الماضي، تصاعدت التوترات بين روسيا والصين من جهة والغرب من جهة أخرى".

وقال التقرير إن أنشطة الصين "الأكبر والأبرز" في القطب الشمالي هي استثماراتها في مشاريع الغاز الطبيعي المسال الروسية. ومع ذلك، قد تجتذب روسيا أعضاء آخرين في مجموعة البريكس - البرازيل والهند وجنوب إفريقيا - إلى تطوير مشاريع الطاقة في القطب الشمالي.

وفيما يتعلق بأسطول كاسرات الجليد الصيني، قال التقرير إنه بالإضافة إلى السفن الخمس العاملة، تعمل الصين على تطوير كاسحات جليد أثقل وكاسحات جليد تعمل بالدفع النووي، مما يزيد من قدرتها على رسم خريطة القطب الشمالي للأغراض المدنية والعسكرية.

وأورد التقرير أن "الاحتكاك والمصلحة الذاتية" سوف يشكلان السمة المميزة للتعاون الصيني الروسي المتزايد في القطب الشمالي، مضيفا أن الصين "ستضع المصالح الوطنية في المقام الأول، وهو ما يعني الاستفادة من اعتماد روسيا من أجل التفاوض على اتفاقيات ثنائية مواتية".

وفيما يتعلق بطريق البحر الشمالي، وهو ممر ملاحي يعبر المحيط المتجمد الشمالي، سوف تستغل بكين تعاونها مع موسكو لزيادة اعتماد روسيا على الخبرات والاستثمارات الصينية، وهو ما من شأنه أن يغير ميزان القوى لصالحها.

وفي حين ستواصل روسيا معارضة وجود القدرات العسكرية الصينية في القطب الشمالي الغربي، فقد أجرت أول مهمة مشتركة للقاذفات الاستراتيجية مع الصين في القطب الشمالي الشرقي العام الماضي، مما يشير إلى أنهما توسعان تعاونهما العسكري في المنطقة.

طموحات صينية في القطب الشمالي

قال جهاز الاستخبارات النرويجي في تقريره لتقييم التهديدات: "تطمح الصين إلى تعزيز وجودها وقدراتها ونفوذها في القطب الشمالي في السنوات القادمة، وتسهل الصين ذلك من خلال تعزيز التعاون مع روسيا في الأنشطة البحثية والتجارية، فضلاً عن زيادة قدرة كاسحات الجليد الوطنية في الصين".

تنص سياسة الحكومة الصينية في القطب الشمالي على: "أهداف سياسة الصين في القطب الشمالي هي: فهم وحماية وتطوير والمشاركة في إدارة القطب الشمالي، وذلك لحماية المصالح المشتركة لجميع البلدان والمجتمع الدولي في القطب الشمالي، وتعزيز التنمية المستدامة في القطب الشمالي".

وسبق أن ناقشت الولايات المتحدة وروسيا التعاون لاستكشاف الموارد الطبيعية وطرق التجارة في القطب الشمالي، حسبما ذكرت بلومبرج، وهو ما قد "يدق إسفينًا" بين روسيا والصين.

]]>

Previous
Previous

لماذا تفشل الدبلوماسية والصفقات مع النظام الإيراني؟

Next
Next

رغم الخطابات الرنانة.. إيران تريد التفاوض مع أميركا