بعد تصنيفها "منظمة إرهابية" رسميا.. خطوات أميركية مرتقبة لعزل الحوثيين

بعدما أعادت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، عكسًا لقرار اتخذه الرئيس جو بايدن في عام 2021، يرى مراقبون للمشهد أن هذا الإجراء هو بداية فقط لسلسلة خطوات ستتخذها الولايات المتحدة لعزل الجماعة.

وقال وزير الخارجية ماركو روبيو في بيان أمس الثلاثاء، إن "الإجراء الذي اتخذته وزارة الخارجية يوضح التزام إدارة ترامب بحماية مصالح أمن الولايات المتحدة القومي وسلامة الشعب الأميركي"، منوها بأن "تصنيف الإرهاب يلعب دورا حاسما في حربنا ضد الإرهاب وهو وسيلة فعالة للحد من الدعم للأنشطة الإرهابية".

وحذر روبيو الصين والدول الأخرى التي قد تسعى إلى الحفاظ على العلاقات مع الحوثيين، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي دولة تتعامل مع منظمات إرهابية مثل الحوثيين بدعوى ممارسة اعمال تجارية دولية مشروعة، منوها في هذا السياق إلى عدم استهداف الجماعة السفن الصينية في المقابل يستمر الهجوم على سفن الولايات المتحدة وحلفائها.

وكانت جماعة الحوثيين موضوع عقوبات أميركية سابقة وتدابير عقابية أخرى، لكن تصنيف "الإرهاب الأجنبي" يجرم تعامل الأشخاص أو الكيانات مثل البنوك مع الجماعة، أو تقديم "الدعم المادي أو الموارد" لهم، كما يُمنع أعضاؤها من دخول الولايات المتحدة.

ويوم الثلاثاء، قالت وزارة العدل إنها تقدم ما يصل إلى 15 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تعطيل تمويل الحوثيين.

وقبل وقت قصير من مغادرة منصبه في يناير 2021، صنفت إدارة ترامب الأولى الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، مستشهدة بهجمات الجماعة ضد السعودية وعلى مطار عدن في حينها، لكن إدارة بايدن ألغت هذا التصنيف في الشهر التالي.

وفي أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 على منطقة غلاف غزة، قال زعماء الحوثيين إنهم سيهاجمون السفن المرتبطة بإسرائيل، وكانت الحملة التي تلت ذلك عشوائية في أغلب الأحيان، حيث استهدفت السفن من بلدان مختلفة، وأغرقت على الأقل اثنتين منها.

وردت إدارة بايدن بتجنيد الشركاء والحلفاء للانضمام إلى قوة مهام بحرية متعددة الجنسيات لحماية الشحن وفي النهاية شن غارات جوية على الحوثيين. كما سعى مسؤولو إدارة بايدن إلى الحد من تهريب الأسلحة من إيران إلى اليمن، لكن المسؤولين المطلعين على القضية قالوا إن هذا الجهد كان صعبًا.

زاد الجيش الأمريكي من وتيرة ضرباته على أهداف الحوثيين في الأسابيع الأخيرة من إدارة بايدن ردًا على ما قاله مسؤولون أمريكيون سابقون إنه حملة عدوانية متزايدة لضرب الأصول الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة.

أعلنت سلطات الحوثيين يوم الثلاثاء أنها أسقطت طائرة بدون طيار أمريكية من طراز MQ-9 Reaper فوق المجال الجوي اليمني في محافظة الحديدة، فيما قالوا إنه إسقاط الطائرة المعادية الخامسة عشر منذ هجوم حماس في أكتوبر 2023.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي، تحدث إلى "واشنطن بوست" شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له بالتحدث علنًا، إن الجيش الأمريكي فقد الاتصال بطائرة MQ-9 فوق البحر الأحمر يوم الاثنين. وقال المسؤول: "نحن نقيم الحادث بنشاط لتحديد السبب والإجراءات اللاحقة".

وصرح مسؤولون سابقون بأن إدارة بايدن وضعت اقتراحًا كان من شأنه إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية في أواخر العام الماضي، لكن المسؤولين قرروا في النهاية ترك هذا القرار لإدارة ترامب القادمة.

وأوضح مسؤولون أمريكيون أنه في حين قدمت إيران دعمًا كبيرًا للحوثيين، فإنهم يرون المجموعة كجهة فاعلة مستقلة قد لا تستجيب بالضرورة لتعليمات طهران بالتوقف عن هجماتها البحرية، كما أنشأ الحوثيون قدراتهم الكبيرة والمستقلة لإنتاج الأسلحة.

وقال محمد الباشا، وهو محلل يمني، إن التصنيف قد يؤدي إلى خطوات أمريكية إضافية لعزل الحوثيين مالياً ولوجستياً، مثل قطع وصول البنوك اليمنية إلى النظام المصرفي العالمي، لكنه أشار أيضاً إلى أن المجموعة قد تحاول التهرب من التدابير من خلال العمل مع روسيا أو جهات فاعلة أخرى للحصول على الوقود أو الواردات الأخرى.

وأضاف أن الحوثيين أوقفوا إلى حد كبير هجماتهم على السفن التجارية والبحرية في أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، لكن المسؤولين الحوثيين حذروا من أنهم سيستأنفون الضربات بالطائرات بدون طيار والصواريخ إذا انهار الاتفاق.

]]>

Previous
Previous

أميركا تطارد الغواصات الصينية في المحيط الهادئ

Next
Next

السعودية تحصد ثمار مبدأ "الحياد الإيجابي"