أميركا تطارد الغواصات الصينية في المحيط الهادئ
تجري الولايات المتحدة وحلفاؤها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ تدريبات في موقعين استراتيجيين لصقل مهاراتهم في "اصطياد" الغواصات المعادية.
وسلطت مجلة "نيوزويك" الضوء بالتحديد على التدريب الجاري في المحيط الهادئ قرب جزر غوام وهاواي، وهما جزءان من استراتيجية "سلسلة الجزر الدفاعية" التي تسعى أميركا مع حلفائها على تأسيسها كحائط صد أمام "الخصوم"، وتشمل الاستراتيجية كلا من اليابان وتايوان والفلبين.
وتأتي التدريبات في الوقت الذي من المتوقع فيه أن تزيد الصين، التي تمتلك أكبر قوة بحرية في العالم من حيث عدد القطع، قوتها من الغواصات من 60 غواصة إلى 65 هذا العام ثم 80 خلال العشر سنوات المقبلة، وفقًا لما ذكره "البنتاغون".
"الأرملة السوداء"
وبدأ أحد التمارين ضمن التدريب تحت الاسم الرمزي "الأرملة السوداء 2025"، في المياه القريبة من جزر هاواي يوم الثلاثاء. ووفقًا للبحرية الأميركية فهو "أهم تمرين تكتيكي لقوات الحرب تحت الماء التابعة للبحرية، حيث يتم دمج الغواصات والسفن السطحية والطائرات في فريق مكلف بتتبع غواصة معادية والاشتباك معها في بيئة تدريب واقعية وتحدي".
وأوضحت قوة الغواصات التابعة لأسطول المحيط الهادئ الأميركي أنه خلال التمرين، يتم تكليف مدمرتين وغواصتين، بدعم من الطائرات وطائرة هليكوبتر، بتتبع غواصة معادية محاكاة والاشتباك معها في بيئة تدريب واقعية وتحدي.
وأضافت قوة الغواصات التابعة لأسطول المحيط الهادئ الأميركي أن هذه التدريبات تؤكد الأهمية الاستراتيجية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهي تمكن الوحدات البحرية الأميركية من تطوير المهارات أثناء العمل من خلال التحديات البيئية الفريدة داخل المنطقة.
الولايات المتحدة تدفع بـ"غواصة الهجوم السريع"
كما دفعت البحرية الأميركية بغواصة الهجوم السريع "يو إس إس مونتانا" من قاعدة "بيرل هاربور-هيكام" المشتركة في هاواي استعدادًا للتمرين، وذلك يوم الإثنين الماضي، حسب ما كشفته مسؤول الإعلام بالبحرية سكوت بارنز.
وفي الوقت نفسه، بدأت مناورة "سي دراجون 2025" يوم الثلاثاء ومن المقرر أن تنتهي في 18 مارس، وتقام في محيط غوام، أقصى أراضي أميركا غربًا، وتعد موقعا عسكريا أميركيا مهما ضمن السلسلة الدفاعية عن "غوام وهاواي".
وتركز هذه المناورة متعددة الجنسيات على تكتيكات الحرب المضادة للغواصات وتشمل طائرات الدوريات البحرية والاستطلاع من الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان وكوريا الجنوبية.
وستضع الوحدات المشاركة خططًا وتناقش التكتيكات التي تتضمن قدراتها ومعداتها للحرب المضادة للغواصات، بما في ذلك تعقب غواصة أمريكية قبالة غوام.
تعليقات العسكريين
وقال الأميرال البحري ريك سيف، قائد قوة الغواصات التابعة لأسطول المحيط الهادئ الأمريكي، في بيان صحفي يوم الثلاثاء: "سلسلة مناورات الأرملة السوداء هي حدثنا السنوي الأبرز لتنفيذ تطوير تكتيكي متكامل عالي الجودة للحرب تحت الماء والاستعداد القتالي.. إن إجراء الأرملة السوداء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يسمح لقواتنا بالتدريب كما نقاتل ونضمن أننا في وضع يسمح لردع، وإذا لزم الأمر هزيمة، أي خصم محتمل".
وقال الملازم مارشاد حق، الضابط المسؤول عن مفرزة البحرية الأمريكية من سرب الدوريات 16، في بيان صحفي يوم الثلاثاء: "أنا حريص على فرصة تطوير شراكاتنا مع أستراليا والهند واليابان وكوريا الجنوبية خلال مناورة سي دراغون.. إن النمو المستمر والتعقيد المتزايد لهذا التمرين يوفر فرصة لممارسة تكتيكات وتقنيات وإجراءات (الحرب المضادة للغواصات) مع الحلفاء والشركاء".
ومن المرجح أن تستمر الولايات المتحدة وحلفاؤها في تعزيز قدراتهم المضادة للغواصات وغيرها من القدرات البحرية مع قيام البحرية الصينية بتوسيع نطاقها ووجودها، بما في ذلك نشر أسطول يبحر حول أستراليا منذ فبراير.
]]>