"سي إن إن": إدارة ترامب ستجتمع مع مسؤولين روس وأوكرانيين في الرياض
تخطط إدارة ترامب لعقد اجتماعين منفصلين مع مسؤولين روس وأوكرانيين في السعودية خلال الأسبوع الجاري، حسب ما كشفته شبكة "سي إن إن" الأميركية".
وقال مصدر مطلع للشبكة، لم تكشف هويته، إن الرياض تستضيف كبار مسؤولي إدارة ترامب في "جولة حاسمة" من أجل التوصل إلى اتفاق بين البلدين فيما يخص الحرب في أوكرانيا.
ورفض المصدر الإفصاح عمن سيكون موجوداً في المحادثات، فيما أعلنت وزارة الخارجية أن الوزير ماركو روبيو من المقرر أن يجتمع مع نظيره الأوكراني خلال رحلة إلى المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، حيث سيجتمع أيضا مع ولي العهد محمد بن سلمان.
اجتماعات كبيرة في السعودية
واستعرض ترامب المحادثات القادمة، وقال للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أمس الأحد: "اجتماعات كبيرة قادمة، كما تعلمون، في المملكة العربية السعودية. وهذا سيشتمل على روسيا، ولكن أوكرانيا، سنرى ما إذا كان يمكننا الحصول على شيء للقيام به".
وأضاف الرئيس الأميركي: "دعونا نرى ما سيحدث فيما يتعلق بقضية روسيا وأوكرانيا، وأعتقد أنكم في نهاية المطاف، وربما ليس في المستقبل البعيد، ستحصلون على نتائج جيدة جدا مما سيجري في السعودية هذا الأسبوع"، معربا عن آماله بحدوث "أمور كبيرة جدا هذا الأسبوع ربما"، حسب قوله.
وسبق أن أعلنت الرياض استضافة اجتماع بين مسؤولين من الولايات المتحدة وأوكرانيا في جدة الأسبوع المقبل، كجزء من الجهود الجارية لإنشاء إطار سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية التزام المملكة بتسهيل الحوار والمبادرات الدبلوماسية الرامية إلى تأمين السلام الدائم في أوكرانيا.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، لعبت السعودية دورًا رئيسيًا في استضافة العديد من الاجتماعات التي ركزت على حل الصراع.
وتوجت تلك الجهود باستضافة الاجتماع الأخير لوفدين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وروسيا، على رأسهما وزيرا خارجية البلدين مارك روبيو وسيرغي لافروف، وهو لقاء الأول من نوعه منذ غزو روسيا لأوكرانيا في العام 2022.
ومثل هذا الاجتماع اختراقا كبيرا في العلاقات الدولية، حيث من المرجح أن تستضيف الرياض خلال الأسابيع المقبلة القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
وبالعودة للقاء الأميركي - الأوكراني، أكد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف أن المناقشات جارية لتنسيق الاجتماع مع المسؤولين الأوكرانيين.
وأوضح ويتكوف في حديثه في البيت الأبيض أن الاجتماع من المتوقع أن يعقد إما في الرياض أو جدة، كجزء من مفاوضات أوسع نطاقًا لإنشاء إطار لاتفاقية سلام ووقف إطلاق نار أولي.
وقال مبعوث ترامب للصحفيين "نحن الآن في مناقشات لتنسيق اجتماع مع الأوكرانيين"، مضيفًا أن الهدف هو صياغة أساس لاتفاق سلام مستدام بين أوكرانيا وروسيا.
وإضافة إلى الزخم، أعلن زيلينسكي أنه سيسافر إلى السعودية يوم الإثنين للقاء ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء محمد بن سلمان.
وقال زيلينسكي في بيان نشره على حسابه بموقع "إكس": "من المقرر أن أزور السعودية يوم الإثنين المقبل للقاء ولي العهد"، مضيفا: "بعد ذلك، سيبقى فريقي في المملكة العربية السعودية للعمل مع شركائنا الأمريكيين".
يأتي هذا التطور الدبلوماسي في أعقاب لقاء "متوتر" بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض في 28 فبراير.
وعلى الرغم من ذلك، استأنف الجانبان منذ ذلك الحين المفاوضات، بما في ذلك المناقشات حول اتفاقية تقاسم الإيرادات المتعلقة بالموارد المعدنية لأوكرانيا.
وخلال خطابه أمام جلسة مشتركة للكونجرس يوم الثلاثاء، كشف ترامب أن زيلينسكي أرسل له رسالة تعبر عن استعداده للمشاركة في محادثات السلام.
وقال ترامب "لقد تلقيت رسالة من زيلينسكي ذكر فيها أنه مستعد للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن".
علاقات متوازنة مع الجميع
ونجحت السعودية في الحفاظ على "علاقات متوازنة" مع جميع الأطراف المتعلقة بهذا الصراع، فمن ناحية توجد مصالح وارتباطات سياسية واقتصادية كبيرة بين الرياض وإدارة ترامب.
وتشير جريدة "ذا غارديان" البريطانية إلى أن ترامب "يشعر بالراحة" حين يختار السعودية كمكان وسيط لاستضافة مثل تلك المشاورات نظرا للعلاقات الطيبة بين الطرفين.
كما أن الرياض كان لها "علاقات عمل" مع الجانب الروسي، خصوصا فيما يتعلق بالمحادثات بشأن سوق النفط، وذلك من خلال منظمة "أوبك بلس"، وقد تدخلت سابقا في تسهيل تبادل الأسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني.
وتملك السعودية مصالح اقتصادية مهمة في أوكرانيا، وتؤول لها ملكية أحد أكبر الشركات الزراعية هناك، وقد أبدى زيلينسكي انفتاحه على الحضور إليها وتقديم رؤيته بشأن إنهاء الحرب.
]]>