من بايدن إلى ترامب.. الحملة الأميركية على الحوثيين تصبح "أكثر شراسة"

مع استئناف الولايات المتحدة توجيه ضرباتها ضد جماعة الحوثيين في اليمن، يعتقد البعض أنه جهد متواصل من إدارة الرئيس السابق جو بايدن إلى إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، لكن النهج مختلف، وفق ما رصده المعهد الإيطالي للدراسات الدولية، في تقرير حديث له.

وأول أمس السبت، شنت الولايات المتحدة غارات جوية على مناطق يسيطر عليها الحوثيون، ولم تنضم بريطانيا إلى هذه الضربات، على الرغم من تقديمها دعماً لتزويد المقاتلات الأميركية بالوقود.

ويأتي هذا بعد أن أعادت واشنطن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية في 22 يناير الماضي.

وبدأت عملية "بوسايدون آرتشر" الأميركية البريطانية المشتركة في يناير العام 2024، واستهدفت مواقع عسكرية ومنشآت تحت الأرض تابعة للحوثيين عدة مرات. لكنها لم تُحدث تغييراً جذرياً.

ولم تُضعف تلك الحملة القدرات الهجومية للجماعة المدعومة من إيران بشكل فعال: فقد واصل الحوثيون شن هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وأهداف في إسرائيل، حتى بدء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في 19 يناير.

وتبدو الضربات التي أمر بها ترامب ضد الحوثيين مختلفة عن الماضي، لأربعة أسباب، حسب المعهد الإيطالي.

استهداف القيادة

في تصريحاته الإعلامية، أكد الرئيس الأميركي أن الهجوم استهدف "قواعد وقيادات ودفاعات صاروخية للإرهابيين".

واستهدفت الولايات المتحدة هذه المرة بشكل رئيسي صعدة وصنعاء، المعقلين الأيديولوجي والسياسي للحوثيين على التوالي.

وبعد الغارات الجوية، صرّح مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز بأن الهجوم "قضى على العديد من قادة الحوثيين".

ويبدو التركيز على استهداف قيادة الحوثيين مختلفًا عن تصريحات جو بايدن، الذي ركز، في المقابل، على إضعاف القدرات الهجومية للجماعة، وإحباط التهديدات الوشيكة للسفن.

هجوم استباقي

اعتادت إدارة بايدن شنّ ضربات أثناء استمرار حملة الحوثيين ضد السفن؛ على العكس من ذلك، تبدو الغارات الجوية الأولى لترامب ضد الحوثيين بمثابة حالة من الاستباق، ووفقًا للخبراء العسكريين فإن "الاستباق يعني توجيه ضربة أولية (أو محاولة القيام بذلك) في مواجهة هجوم إما جارٍ بالفعل أو وشيك بشكل كبير".

ومنذ ١٩ يناير، أوقف الحوثيون هجماتهم، لكن في السابع من مارس، حذّر زعيمهم عبد الملك الحوثي من أن الجماعة مستعدة لاستئناف العمليات البحرية ضد إسرائيل، ثم بعد اربعة أيام أعلن الحوثيون استئناف هجماتهم على السفن الإسرائيلية المارة عبر البحر الأحمر والممرات المائية المجاورة.

لذلك، يُتبنى البيت الأبيض الحالي سياسة أكثر تصادمية لردع الجماعة، إذ قال إن "سياسة الولايات المتحدة الآن هي التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات الحوثيين وعملياتهم"، وفق نص القرار الذي أعاد الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية.

ولم يلجأ البيت الأبيض إلى كلمة "متناسبة" التي كانت تُستخدم عادةً في بيانات الإدارة السابقة، هذه المرة لوصف العملية، وقد خفف البيت الأبيض للتو القيود المفروضة على الضربات الجوية العسكرية للسماح للقادة بشن ضربات دون موافقة الرئيس، في حال تصنيف الأهداف على أنها إرهابية.

تهديد إيران واتهام روسيا

مع إعلانه عن الجولة الجديدة من الهجمات، تعهد ترامب بتحميل إيران "المسؤولية الكاملة" عن أفعال الحوثيين، وحثّ طهران على وقف دعمها العسكري لهم. على الرغم من أن رئاسة بايدن اتهمت طهران مرارًا وتكرارًا بدعم الحركة اليمنية، إلا أن الولايات المتحدة تُلصق التهمة بإيران علنًا بينما تستهدف الحوثيين.

وأخيرًا والجديد بشأن ملف اليمن، هو الموقف الأميركي تجاه روسيا. فعلى عكس الماضي القريب، أبلغت الولايات المتحدة روسيا بالعملية العسكرية ضد الحوثيين، وذلك خلال اتصال بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

وروسيا لديها شراكة استراتيجية مع إيران، وتُعزز الاتصالات مع الحوثيين، وفي 14 مارس، اجتمعت كل من طهران وموسكو في بكين لمناقشة القضية النووية الإيرانية، مطالبةً برفع العقوبات، ولا شك أن هذه المكالمة الهاتفية تُلقي الضوء (بشكل أكبر) على كيفية تغير الأجواء بين واشنطن وموسكو بسرعة.

]]>

Previous
Previous

مسؤول أميركي لـ"أكسيوس": حماس رفضت تمديد إطلاق الرهائن واختارت الحرب

Next
Next

صدمة لبكين.. السعودية ترفض المقاتلة الشبحية الصينية