السعودية تستضيف جولة محادثات حاسمة بشأن الهدنة في أوكرانيا
تستضيف السعودية جولة محادثات جديدة بشأن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في أوكرانيا، حسبما كشفه المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف.
وقال ويتكوف، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، إن الجولة ستنطلق يوم الأحد المقبل في مدينة جدة، التي احتضنت مؤخرا لقاء بين مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وأوكرانيا.
وخلال اتصال أمس الثلاثاء، توافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هدنة في أوكرانيا لثلاثين يومًا تشمل "الطاقة والبنى التحتية"، وعلى وجوب البدء فورًا بمحادثات هدفها التوصل إلى هدنة أوسع نطاقًا، وفق ما أعلن البيت الأبيض.
وقال البيت الأبيض في بيان إن "هذه المحادثات ستبدأ فورًا في الشرق الأوسط"، لافتًا أيضًا إلى أن تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو من شأنه أن ينطوي على "مزايا هائلة" على الصعيد الاقتصادي والجيوسياسي، بحسب وكالة "فرانس برس".
وفي هذا الصدد، أشار ويتكوف إلى أنّ الهدنة التي اتّفق عليها ترامب وبوتين وتقتصر على وقف استهداف منشآت الطاقة في أوكرانيا لمدة 30 يوما ولا يزال يتعيّن على كييف الموافقة عليها، تشمل في الواقع "البنى التحتية عامة".
وسئل ويتكوف عمّا إذا كانت هذه الهدنة تشمل منشآت الطاقة حصرا أو سائر البنى التحتية، فأجاب "كلا، إنها تشمل الطاقة والبنى التحتية عامة".
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، لعبت السعودية دورًا رئيسيًا في استضافة العديد من الاجتماعات التي ركزت على حل الصراع في أوكرانيا.
وتوجت تلك الجهود باستضافة اجتماع وفدين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وروسيا، على رأسهما وزيرا خارجية البلدين مارك روبيو وسيرغي لافروف، في فبراير الماضي، وهو اللقاء الأول من نوعه منذ غزو روسيا لأوكرانيا في العام 2022.
ومثل هذا الاجتماع اختراقا كبيرا في العلاقات الدولية، حيث أعقبه سلسلة من اللقاءات الأخرى التي استضافتها السعودية، كما من المرجح أن تكون المكان الذي ستعقد فيه قمة مرتقبة بين ترامب وبوتين.
ونجحت السعودية في الحفاظ على "علاقات متوازنة" مع جميع الأطراف المتعلقة بهذا الصراع، فمن ناحية توجد مصالح وارتباطات سياسية واقتصادية كبيرة بين الرياض وإدارة ترامب.
وتشير جريدة "ذا غارديان" البريطانية إلى أن ترامب "يشعر بالراحة" حين يختار السعودية كمكان وسيط لاستضافة مثل تلك المشاورات نظرا للعلاقات الطيبة بين الطرفين.
كما أن الرياض كان لها "علاقات عمل" مع الجانب الروسي، خصوصا فيما يتعلق بالمحادثات بشأن سوق النفط، وذلك من خلال منظمة "أوبك بلس"، وقد تدخلت سابقا في تسهيل تبادل الأسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني.
وتملك السعودية مصالح اقتصادية مهمة في أوكرانيا، وتؤول لها ملكية أحد أكبر الشركات الزراعية هناك، وقد أبدى زيلينسكي انفتاحه على الحضور إليها وتقديم رؤيته بشأن إنهاء الحرب.
وقال معهد واشنطن لسياساتا لشرق الأدنى أن قرار الرياض بالبقاء على الحياد تجاه الحرب منذ البداية ساهم في تجنبها إغضاب أي من الأطراف، في جعلها مكانًا مناسبًا لمثل هذه المفاوضات، مما حقق نجاحًا كبيرًا لحملة المملكة لتصبح وسيطًا عالميًا شرعيًا. التداعيات الإقليمية.
وينصح المعهد السلطات الأميركية بدعم تطلعات الرياض في حل المشكلات المزمنة في الإقليم، ومساعدة المملكة على الاعتماد بشكل أكبر على قدرتها
على الصعيد العالمي، يمكن أن يخدم اللجوء إلى الوساطة السعودية خلال أزمات مثل حرب أوكرانيا هدفين رئيسيين للولايات المتحدة، وفق المعهد هما "تحسين فرص التوصل إلى حل إيجابي، ومنح المملكة الثقة التي تحتاجها للحصول على الشرعية العالمية".
وأضاف: "في الواقع، إن استقرار السعودية وازدهارها وتعاونها يتوافق تمامًا مع المصالح الأمريكية العليا في تعزيز الأمن والازدهار الاقتصادي في الشرق الأوسط وخارجه، وذلك من خلال تعزيز الثقة بالشركاء الذين يعملون مع أميركا منذ سنوات".
]]>