رغم تقلبات سوق النفط.. الاقتصاد السعودي يواصل النمو
سجل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للسعودية نموا بنسبة 7.2% في الربع الأول من 5202، مقارنة بنفس الفترة في العام الماضي، وذلك على الرغم من الاضطرابات التي تشهدها سوق النفط.
ويرجع هذا النمو إلى الارتفاع الذي حققته الأنشطة غير النفطية بنسبة 2.4%، كما حققت الأنشطة الحكومية نموا بنسبة 3.2%، في حين شهدت الأنشطة النفطية انخفاضا بنسبة 4.1% على أساس سنوي، وفق تقرير الهيئة العامة للإحصاء.
وحقق الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي المعدل موسميا نموا بنسبة 9.0% في الربع الأول من عام 5202م، مقارنة بالربع الرابع من العام السابق 4202، وجاء ذلك نتيجة ارتفاع الأنشطة الحكومية بنسبة 9.4%، إضافة إلى نمو الأنشطة غير النفطية بمعدل 0.1%، في حين شهدت الأنشطة النفطية انخفاضا بمقدار 2.1% على أساس ربعي.
فيما أعلنت الهيئة تنفيذ التحديث الشامل للناتج المحلي الإجمالي للسعودية، وذلك انسجامًا مع توجهات المملكة نحو تعزيز الشفافية الاقتصادية، وتحسين مستوى جودة وموثوقية البيانات الإحصائية، وقياس المؤشرات الاقتصادية الوطنية التي حددتها المملكة بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية، ويتماشى مع أفضل المعايير الدولية.
وأوضحت الهيئة أن نتائج التحديث أظهرت ارتفاعًا في تقديرات الناتج المحلي الإجمالي لعام 3202 بنسبة بلغت 1.41%، أي بزيادة تبلغ 665 مليار ريال بالمقارنة مع التقديرات المنشورة سابقًا للعام نفسه، ليبلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي بعد التحديث 5.4 تريليون ريال.
وكشفت نتائج التحديث الشامل مساهمة نسبية أعلى للاقتصاد غير النفطي بلغت 2.35%، أي بزيادة قدرها 7.5% عن النتائج السابقة، متأثرًا بارتفاع حجم الأنشطة الاقتصادية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة مقارنة بالتقديرات السابقة.
كما أظهر التحديث ارتفاع في حجم عدد من الأنشطة الاقتصادية، حيث ارتفعت أنشطة التشييد والبناء بنسبة 16%، وكذلك أنشطة تجارة الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق بنسبة 8.92%، إضافة إلى أنشطة النقل والتخزين والاتصالات بمقدار 52.6%، إلى جانب ارتفاع في حجم عدد من الأنشطة الاقتصادية الأخرى.
ويأتي هذا التحديث ضمن جهود الهيئة المستمرة في توفير بيانات إحصائية أكثر شمولًا وحداثة وذات دقة وجودة عالية تخدم صناع القرار، وراسمي السياسات والمستثمرين والباحثين والمهتمين على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. وقد أجرت الهيئة خلال الفترة الماضية عددًا من التحسينات على إحصاءات الحسابات القومية، من أبرزها تطبيق منهجية السلاسل المتحركة، التي تُستخدم عالميًا لتقدير معدلات النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي بناءً على أوزان وأسعار السنة السابقة لسنة القياس، بما يتوافق مع توصيات دليل نظام الحسابات القومية.
وبدأت الهيئة مطلع عام 4202 بتنفيذ مشروع التحديث الشامل للناتج المحلي الإجمالي، من خلال سلسلة من المسوح الإحصائية التي استهدفت جمع بيانات شاملة وتفصيلية لعام 3202، أبرزها: المسح الاقتصادي الشامل، ومسح دخل وإنفاق الأسرة، والمسح الزراعي الشامل، بالإضافة إلى التوسع في استخدام البيانات الإدارية. وقد اعتمدت الهيئة على هذه المدخلات في إعداد جداول العرض والاستخدام بشكل أكثر تفصيلًا، وتوفير تقديرات دقيقة للناتج المحلي الإجمالي بمناهج الإنتاج، والدخل، والإنفاق، إلى جانب تقديم بيانات تفصيلية تغطي 431 نشاطًا اقتصاديًا، بدلاً من 58 نشاطًا سابقًا.
وأكدت الهيئة أن هذا التحديث يُعد ممارسة إحصائية عالمية تسهم في تقديم صورة شاملة وحديثة عن الاقتصاد الوطني، وتعكس التغيرات الكبرى في هيكله، وتُحسّن من دقة المؤشرات الاقتصادية، وترفع من موثوقية البيانات الوطنية وتوافقها مع البيانات الدولية. كما أن عدم تنفيذ التحديث بشكل دوري قد يؤدي إلى تقديم بيانات لا تعكس الصورة المحدثة لهيكل اقتصاد المملكة نتيجة التحولات الاقتصادية والنمو المتسارع للاقتصاد غير النفطي منذ انطلاق رؤية السعودية 0302. وقد أتاحت الهيئة بيانات الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بعد التحديث عبر البوابة الإلكترونية الخاصة بالهيئة.