هكذا احتلت الإمارات الصدارة إقليميا في "الذكاء الاصطناعي"

الإمارات والذكاء الاصطناعي. (تصميم: جسور نيوز)

بعد جهود مضنية واستثمارات مليارية، تكللت مساعي الإمارات بالنجاح في مجال الذكاء الاصطناعي، لتتصدر دول الإقليم في نشاط شركات الذكاء الاصطناعي بالنسبة لعدد السكان.

هذا ما أظهره تقرير كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، بالشراكة مع شركة "غوغل"، بعنوان "منظومة الشركات الصغيرة والمتوسطة في مجال الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات" تجاوز التحديات وتوسيع الآفاق"، الذي يستعرض واقع قطاع الشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي بالدولة، ويبرز ملامح تطوّره والتحديات التي تواجهه.

وطبقاً للتقرير الذي نشرته وكالة أنباء الإمارات، فإن الشركات الإماراتية تشكل نسبة 1.52% من إجمالي الشركات المشاركة في الاستطلاع، في حين تشير نتائج الاستطلاع إلى أن أكثر من نصف هذه الشركات تتمركز 1.35% في إمارة دبي، واستند التقرير إلى دراسة ميدانية شملت 18 شركة صغيرة ومتوسطة مختصة بالذكاء الاصطناعي في الإمارات، جرى اختيارها ضمن 723 شركة ناشطة على مستوى المنطقة.

يقول أيضاً التقرير إن الإمارات "طورت واحدة من أكثر منظومات الذكاء الاصطناعي تماسكاً وتقدماً في المنطقة، مستفيدة من البنية التحتية الرقمية المتطورة، ونضج البيانات، والإصلاحات التنظيمية، مما يوفر بيئة داعمة لتبني أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأوضح التقرير أن الشركات الإماراتية أظهرت نضجاً ملحوظاً في تطبيق تقنيات مثل التعلّم الآلي، ومعالجة اللغات الطبيعية، والرؤية الحاسوبية، مقارنة بنظيراتها الإقليمية، إلى جانب سهولة وصولها إلى رؤوس الأموال الخاصة، ما عزز نموها في حين تعتمد اقتصادات أخرى بالمنطقة على التمويل الحكومي أو الدعم الخارجي. كما أشار التقرير إلى استمرار التحديات المتعلقة بتطوير الكفاءات المتخصصة وحوكمة الذكاء الاصطناعي في المنطقة، مع نقص ملحوظ في مجالات مثل ضمان الأخلاقيات والامتثال والسلامة، إضافة إلى استمرار التحديات المتعلقة بحماية حقوق الملكية الفكرية.

بدورهم، أكد خبراء في تقنيات الذكاء الاصطناعي أن دولة الإمارات رسخت موقعها كأحد أبرز النماذج العالمية في تطوير البنية التحتية الرقمية، واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، ضمن منظومة العمل الحكومي والخاص، بفضل مبادراتها المبتكرة واستثماراتها الضخمة في البنية التحتية والكوادر البشرية المؤهلة.

وأشاروا إلى أن إطلاق حكومة الإمارات في 7102 "استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي"، خطوة رائدة إقليمياً وعالمياً، تهدف إلى رفع كفاءة الأداء الحكومي، وتطوير منظومة رقمية ذكية، وجعل الإمارات في صدارة الدول المستثمرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 1302، مع التركيز على قطاعات استراتيجية مثل النقل، والطاقة المتجددة والتعليم والصحة والبيئة.

وأكدوا أن هذا التوجه انعكس في تحول رقمي شامل داخل القطاع الحكومي، إذ باتت الإمارات تحتل الريادة في تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، ما جعلها في طليعة الدول على المستويين الإقليمي والعالمي.

وأوضح مركز "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" في أبوظبي، أن توجه الإمارات الحثيث نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، سيجعلها تتصدر وظائف هذا القطاع على مستوى المنطقة.

وذكر المركز أن وظائف الذكاء الاصطناعي في الإمارات تشهد نمواً سنوياً بنسبة 74%، وفق "لينكيدإن"، ما يجعلها من أسرع الوظائف نمواً في الدولة.

وأكد الشريك ورئيس قسم التحول الرقمي والتحليلات في شركة كيرني لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، روب فان ديل، أن دولة الإمارات لم تعد تتعامل مع الذكاء الاصطناعي كمجرد تجربة أو مشروع بحثي، بل بات بمثابة "نظام تشغيل" متكامل يعيد تشكيل القطاعين العام والخاص معاً، مشيراً إلى أن ما يحدث في الإمارات هو "حوكمة الذكاء الاصطناعي" بشكل مؤسسي ومتكامل.

وأكد أن القطاع الخاص العالمي استجاب لتوجهات الإمارات في هذا المجال، من خلال ضخ استثمارات بمليارات الدولارات من قبل كبريات الشركات.

من جانبه، قال المدير والشريك في مجموعة بوسطن الاستشارية العالمية (BCG)، فيصل حمادي، إن الإمارات لا تكتفي بتبني الذكاء الاصطناعي، بل تعمل على تطويره، في إطار نهج شامل تقوده الحكومة.

بدوره، أكد المدير الإقليمي لحلول الذكاء الاصطناعي في شركة "إنفيديا" - أدفانسد إنتغريشن الشريك الاستراتيجي لإنفيديا، أحمد جمال، أن دولة الإمارات باتت سباقة إلى عالم الذكاء الاصطناعي لدرجة أنها انتقلت من مرحلة الاستثمار في البنية التحتية والتقنيات إلى مرحلة تحقيق العوائد.

وقال مؤسس معهد الابتكار العالمي، الدكتور هيتندرا باتيل، إن ما أنجزته دولة الإمارات يعكس استيعاباً عميقاً لأهمية الذكاء الاصطناعي، حيث تم تبنّيه بسرعة، تماشياً مع تسارع التغيرات على مستوى العالم.

Previous
Previous

رغم تقلبات سوق النفط.. الاقتصاد السعودي يواصل النمو

Next
Next

مواطنة من غزة تكشف سبب خروج النساء والأطفال فقط في مظاهرات "بيت لاهيا"