"وول ستريت جورنال" تسلط الضوء على جهود الإمارات لمد غزة بالمياه

قالت جريدة "وول ستريت جورنال" إن قطاع غزة يواجه أزمة مائية غير مسبوقة، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص في ظروف عطش حادة بسبب انهيار البنية التحتية للمياه نتيجة الحرب الدائرة، مشيرة إلى أن متوسط ما يحصل عليه الفرد يوميا لا يتجاوز لترين فقط من المياه، وهو رقم بعيد جدا عن الحد الأدنى الذي حددته منظمة الصحة العالمية بـ 15 لترا يوميا للفرد في حالات الطوارئ.

التقرير أوضح أن تدمير محطات التحلية وانقطاع الكهرباء ونقص الوقود أوقف المضخات وخزانات المياه، ما جعل الحصول على مياه الشرب تحديا يوميا للأهالي. وأضافت الصحيفة أن أزمة المياه في غزة لم تعد مجرد جانب ثانوي للأزمة الإنسانية، بل تحولت إلى تهديد مباشر لحياة السكان، حيث ارتفعت معدلات الأمراض المنقولة بالمياه مثل الإسهال وأمراض الكلى لدى الأطفال.

وفي خضم هذه الأزمة، سلطت الجريدة الأميركية الضوء على مبادرة إماراتية لمد غزة بالمياه عبر إنشاء أنبوب جديد يصل من محطة تحلية مصرية إلى القطاع، ويتوقع أن يخدم المشروع نحو 600 ألف شخص يوميا، معظمهم في جنوب غزة حيث تتركز أعداد كبيرة من النازحين. ومع ذلك، فإن التقرير حذر من عقبات ميدانية وأمنية تواجه المشروع.

المشروع الإماراتي: أمل جديد وسط العطش

موقع "القناة 24" الإسرائيلية أكد أن الإمارات بدأت بالفعل في تنفيذ المشروع على الأرض، من خلال مد خط أنابيب حيوي من محطة تحلية في مصر إلى منطقة المواسي الساحلية جنوب القطاع، مضيفا أن أن المشروع يخضع لمراقبة مباشرة من الجيش الإسرائيلي، وحصل على موافقة رسمية من القيادة السياسية في تل أبيب.

وكالة فرانس برس أشارت إلى أن طول الأنبوب يبلغ نحو سبعة كيلومترات، وهو مصمم لنقل كميات كافية من المياه المحلاة لتغطية جزء كبير من الاحتياجات اليومية للسكان في الجنوب، لافتة إلى أن الإمارات مولت في وقت سابق عمليات حفر آبار جديدة وصيانة أخرى متهالكة داخل القطاع، في محاولة لتخفيف الأزمة التي تتفاقم منذ سنوات.

تدهور الأوضاع الميدانية

صحيفة توفيما اليونانية لفتت إلى أن الأزمة المائية في غزة تسببت بزيادة خطيرة في انتشار الأمراض، مشيرة إلى أن مئات الآلاف يعيشون على كميات ضئيلة من المياه الملوثة. وأضافت أن المشروع الإماراتي، رغم أهميته، لن يغطي سوى جزء محدود من الاحتياجات، إذ يحتاج القطاع بأكمله إلى حلول شاملة وطويلة الأمد لإصلاح البنية التحتية المدمرة.

أما وكالة رويترز، فقد أوضحت أن بعض خطوط المياه القائمة خرجت عن الخدمة تماما، في حين أن الأنابيب العاملة بالكاد تنقل كميات محدودة، ما يجعل الوضع كارثيا بكل المقاييس. كما أكدت أن الأنبوب الجديد الممول من الإمارات سيستغرق أسابيع حتى يصبح عمليا، ما يعني أن السكان سيظلون يواجهون عطشا شديدا في الفترة المقبلة.

خلاصة

تكشف متابعة مختلف المصادر أن مشروع مد غزة بالمياه عبر الإمارات يمثل مبادرة إنسانية واعدة وسط أزمة غير مسبوقة. غير أن التحديات الميدانية تجعل من الصعب التعويل عليه كحل فوري وشامل. ومع ذلك، يبقى هذا المشروع بصيص أمل حقيقي لمئات آلاف الفلسطينيين الذين يقفون يوميا في طوابير طويلة بحثا عن شربة ماء.

ففي وقت تحول فيه العطش إلى معركة يومية تهدد الحياة، تأتي المبادرة الإماراتية كخطوة عملية يمكن أن تحدث فارقا ملموسا على الأرض، حتى وإن لم تنه الأزمة بالكامل. وبين ضغوط الحرب والسياسة، يبقى الحق في الماء بالنسبة لأهالي غزة مطلبا إنسانيا لا يحتمل الانتظار.

Next
Next

تضم العشرات.. كيف أوقعت إسرائيل بشبكة التجسس الإيرانية؟