تحويل المخاطر إلى فرص.. الإمارات تتقدم اقتصاديا وسط عالم مضطرب

في عالم يزداد اضطرابًا بفعل التحولات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج فريد في تحويل "المخاطر إلى فرص" واستثمار التحديات العالمية لبناء اقتصاد أكثر مرونة واستدامة.

هذا ما أكده وزير الاقتصاد والسياحة عبد الله بن طوق المري، في تصريحات نقلها موقع "آرابين بيزنيس"، مشيرًا إلى أن الإمارات تسير بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها كقوة اقتصادية صاعدة رغم حالة عدم اليقين التي تخيم على الأسواق العالمية.

وقال المري خلال جلسة بعنوان "الاقتصادات في ظل تحولات الجيوسياسية: التحديات، الفرص، والاستدامة المستقبلية"، إن الإمارات نجحت في تحويل "الاضطراب إلى فرصة" من خلال رؤية استراتيجية قائمة على التنويع الاقتصادي والسياسات المرنة. وأوضح أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بلغ في الربع الأول من عام 2025 نحو **455 مليار درهم**، مع مساهمة القطاعات غير النفطية بنسبة **77.3%** من الناتج المحلي الإجمالي، ونمو سنوي قدره **5.3%**، ما يعكس نجاح التحول نحو اقتصاد متنوع ومستدام.

وأضاف الوزير أن الإمارات تواصل العمل على تعزيز علاقاتها التجارية وتوسيع شراكاتها مع مختلف التكتلات الاقتصادية الكبرى، مثل مجلس التعاون الخليجي (GCC)، ورابطة دول جنوب شرق آسيا (ASEAN)، ومنطقة التجارة الحرة الإفريقية (AfCFTA). وأشار إلى أن موقع الدولة الاستراتيجي، والبنية التحتية المتطورة، وبيئة الأعمال المرنة، كلها عوامل جعلت من الإمارات محورًا عالميًا للتجارة والاستثمار.

وتابع المري موضحًا أن الحكومة الإماراتية تتبنى سياسات متقدمة تهدف إلى تمكين القطاع الخاص، وتوسيع قاعدة الابتكار، وجذب الاستثمارات النوعية، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والخدمات الرقمية. كما أكد أن تعزيز الشفافية وسهولة ممارسة الأعمال أسهما في جعل الإمارات بيئة اقتصادية موثوقة ومفضلة للمستثمرين العالميين.

وشارك في الجلسة عدد من الاقتصاديين والخبراء الدوليين الذين أجمعوا على أن العالم يشهد مرحلة "إعادة تشكل اقتصادي وجيوسياسي"، إذ تتسابق الدول لإعادة تموضعها وسط التغيرات المتسارعة. واعتبر أحد الخبراء أن تجربة الإمارات تقدم درسًا في "إدارة الأزمات بطريقة استباقية"، إذ لا تنتظر الدولة انتهاء العاصفة، بل تسعى إلى توجيه مسارها بما يخدم مصالحها الاقتصادية والتنموية.

وأشار خبراء آخرون إلى أن السياسات الإماراتية في مجالات التجارة، والاستثمار، والاقتصاد الرقمي، تمثل نموذجًا ناجحًا في التكيف مع واقع عالمي مضطرب. فبينما تنكمش اقتصادات كبرى تحت ضغط التضخم وتراجع سلاسل الإمداد، تواصل الإمارات تحقيق نمو مستقر بفضل خططها القائمة على الانفتاح والمرونة الاقتصادية.

وفي ختام الجلسة، شدد المشاركون على ضرورة بناء نماذج اقتصادية جديدة تتجاوز الاعتماد على الموارد التقليدية، مع التركيز على الابتكار والمعرفة والتكامل الإقليمي، مؤكدين أن الإمارات تقدم اليوم تجربة عملية في كيفية تحويل التحديات إلى محركات للنمو.

بهذا النهج، تواصل الإمارات ترسيخ مكانتها كأحد أكثر الاقتصادات حيوية في الشرق الأوسط والعالم، قادرة على تحويل الأزمات إلى فرص، والاضطرابات إلى مسارات تنمية مستدامة، لتصبح بحق نموذجًا عالميًا في "فن إدارة التحولات الاقتصادية الكبرى".

Previous
Previous

مركز أميركي يطالب بإدراج قادة الحوثيين على قائمة الإرهاب

Next
Next

تحقيق أميركي يكشف كواليس هروب رجال الأسد من سوريا