ضابط فلسطيني لـ"جسور نيوز": حملنا السلاح ضد "حماس" بعد "موجة الاغتيالات" وتجاوزاتها بحق شعبنا
أعلن ضابط الشرطة السابق في السلطة الفلسطينية، اللواء شوقي أبو نصيرة، تشكيل مجموعة لمواجهة حركة "حماس" داخل قطاع غزة، مؤكّدًا أنّ هذه الخطوة "لم تكن خيارًا سياسيًا بل ضرورة لحماية الناس"، على حدّ تعبيره.
وأوضح أبو نصيرة، في حديثه إلى "جسور نيوز"، أنّ القرار جاء بعد سلسلة جرائم ارتكبتها الحركة، وعلى رأسها اغتيال ثلاثة من ضباط المخابرات التابعة للسلطة، من بينهم "أبو أدهم القصاص وأبو رشوان"، دون أن يخضع أي عنصر من الحركة للمحاسبة، وقال: "تأكدتُ حينها أن من ينتقد حماس أو يعارضها يصبح مستهدفًا، وأن مصيري سيكون كمصير هؤلاء إن لم أحمل السلاح".
تجاوزات حماس ورفضها لأي حل سياسي
ويتهم اللواء أبو نصيرة "حماس" بارتكاب تجاوزات واسعة ضد أبناء الشعب في غزة، تشمل القمع، والتخوين، وجباية المال، ورفض أي حلول سياسية "لأن قرارها مربوط بإيران".
وأضاف: "حماس تعيش على جباية الناس، كل ما يخص المواطن يتم الاستيلاء عليه باسم المقاومة، ومع ذلك ترفض أي حل سياسي لأنها لا تملك قرارها تركيا وقطر وحماس أشدّ على قضيتنا حتى من الاحتلال".
من الأسر إلى معركة اليوم.. رحلة تحت القهر والمعاناة
ويستذكر اللواء أبو نصيرة، مسيرته في الحياة، إذ يشير إلى أنه لواء شرطة متقاعد وأسير سابق قضى 16 عامًا في السجون الإسرائيلية بالمجدل والسبع وشطة والعزل، بتهمة "العمل الفدائي"، ويقول: "دخلتُ السجن في عمر العشرين وخرجت في عمر الثلاثين… دفعنا حياتنا ثمناً لقضيتنا".
بعد خروجه، عمل مدة أربع سنوات ضمن أجهزة السلطة الفلسطينية، قبل أن يقع – كما يصف – "الانقلاب الأسود من قبل حماس التي سيطرت على البلد وجرّت غزة إلى 20 سنة من القهر والمعاناة والقتل والتشرّد".
وتابع أن البنية الاجتماعية لغزة دُمرت خلال هذه العقود، كما هاجر الرجال والنساء عبر البحر والبر، وتحولت حياة الناس إلى سلسلة من المعاناة اليومية، قائلاً: "كل من عاش تحت حكم حماس يعرف حجم القهر.. وما حدث في طوفانهم الأخير لم يكن عملًا سياسيًا ولا عسكريًا يخدم القضية، بل مؤامرة إيرانية أميركية إسرائيلية استخدمت فيها حماس كأداة وطُعمًا".
انتقد "الطوفان".. فوضعوا اسمه على "امسك عميل"
أبو نصيرة انتقد علانية عملية "طوفان الأقصى"، وقد دفع ثمن ذلك، إذ وُضع على صفحة للحركة بموقع "فيسبوك" تحت اسم "امسك عميل"، ثم تلقّى تهديدات مباشرة من مسؤول أمن "حماس" في المنطقة الشرقية، المعروف باسم "أبو عنزة".
وتلق اللواء تهديدات بالاعتقال من القياديين بحماس زكي البريد وسليمان أبو سعادة إضافة إلى مسؤول أمن حماس في شرق خانيونس خالد أبوعنزة ومسؤول القسام بالمنطقة نفسها أسامة أبوعنزة، فكان رده عليهم أنه "هو الذي سيلقي القبض عليهم"، وعقب: "ومن هنا أعلنت الحرب عليهم".
وأكد أنه بدأ التصعيد ضد الحركة بعد هذه التهديدات، وأنه اليوم يقود مجموعة تضم أكثر من 30 مقاتلًا، جميعهم تركوا بيوتهم وعائلاتهم "بعدما ضاقوا من ظلم الحركة وقهرها".
حماس فقدت السيطرة… وجيوبها تختبئ في المستشفيات
ويرى أبو نصيرة أن "حماس انتهت فعليًا"، وأن ما تبقّى منها "جيوب ضعيفة" تختبئ في المستشفيات، وروى أنه زار مستشفى ناصر مؤخرًا وشاهد عناصر من الحركة وعائلاتهم "يفترشون الغرف والأسِرّة بينما الناس في الممرات".
واتهم اللواء المتقاعد الحركة بأنها أعادت أثناء الهدنة تجنيد من تبقى من الشباب، رغم أن المجتمع يعاني من تفكك كبير بعد سنوات الحرب، وأصبح هناك آلاف الأرامل وأطفال بلا تعليم.
الشيخ زكي الدرديسي.. من "طباخ فول وحمص" إلى مسؤول أمني كبير في حماس
ودلَّل اللواء شوقي أبو نصيرة على ما وصفه بـ"الانهيار البنيوي" داخل "حماس" بما يجري داخل الأجهزة التابعة لها، قائلاً إن الحركة صعدت أشخاصًا بلا مؤهلات أمنية أو ميدانية إلى مواقع حساسة، ومن بينهم الشيخ زكي الدرديسي – أحد القيادات الكبار شرق خانيونس
وقال أبو نصيرة: "الشيخ زكي كان قبل سنوات طباخًا يبيع الفول والحمص.. وبعد انهيار الحركة وفقدانها أغلب عناصرها أصبح اليوم قياديا أمنياً كبيراً فيها.. هذا وحده يكشف حجم الفوضى داخل التنظيم".
ويضيف أن صعود شخصيات بلا خبرة ولا كفاءة يعكس حالة "الترهل والانهيار" داخل الحركة التي "لم يبقَ منها شيء سوى مسميات فارغة تعمل بالقوة لا بالمؤسسة".
البداية من الصفر: تنظيم مدني، مستشفى، ومدرسة
ويكشف اللواء أنه بدأ منذ شهرين فقط تنظيم عمله ضد "حماس"، عبر إنشاء معسكر مدني و مستشفى و مدرسة "لجلب أهلنا بعيدًا عن سيطرة الحركة".
ويقول: "القطط أكلت جثث شعبنا… ولو كان لدى حماس ذرة حياء لما فكرت في الحكم ساعة أخرى".
أبونصيرة ترك زوجته وأولاده "بسبب الظلم الذي رءاه كل يوم في شوارع غزة"، حسب وصفه، مكملا: "أنا اليوم أدافع عن شعبنا، والوصول إلى القمة يبدأ بخطوة".
مقارنة بين حَمَلة السلاح ضد حماس وسلوك الحركة
وعن رأيه في تجارب المجموعات الأخرى المقاتلة لحماس تحت مسمى "القوات الشعبية"، مثل مجموعات ياسر أبو شباب وحسام الأسطل ورامي حلس، قال: "كل من يحمل السلاح ضد حماس هو أكثر شجاعة ممن يقبل الخنوع.. هذا التنظيم جرّ غزة إلى مصير مأساوي جعل شعبنا أشلاء وأطفالًا بلا تعليم".
ويصف أبونصيرة اتهامات العمالة التي تطلقها الحركة بأنها "فارغة"، لأنها نفسها تجلس مع الإسرائيليين والأميركيين بحجة "السياسة والتنسيق الدبلوماسي"، معتبرًا أنها تحتكر القرار السياسي رغم أنها "فشلت بشكل ذريع"، مضيفًا: "لو كان لديهم ذرة حياء لانسحبوا من غزة واعتذروا للشعب عمّا فعلوه".