إغاثة غزة أم إحراج مصر.. ما الهدف وراء "قافلة الصمود"؟
بشعار "الصمود" انطلقت قافلة من مواطني دول المغرب العربي من تونس في مسيرة يفترض أن وجهتها النهائية قطاع غزة، لأجل إيصال مساعدات إنسانية لسكان حسب المنظمين، لكن الكثير من المصريين شككوا في "تلك النوايا".
ووصلت القافلة إلى الغرب الليبي في أول محطات الرحلة، حيث تلقت ترحيبا واسعا من جانب تيار الإسلام السياسي النشط هناك، كما من المقرر أن تنظم لها فعاليات في العاصمة طرابلس، التي تعيش حاليا أجواء مضطربة بعد اشتباكات متقطعة بين ميليشيات، وهدنة معرضة للانهيار في أي وقت.
وفي تصريح إلى وكالة "فرانس برس"، قالت الناطقة باسم المنظمة المسؤولة عن تنظيم القافلة، "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس" جواهر شنة أن القافلة تضم نحو ألفي شخص من تونس، إضافة إلى آخرين من الجزائريين وموريتانيا وليبيا، وجميعهم اتفقوا على السفر برا إلى القطاع عبر الأراضي المصرية.
وحتى الآن لم تصدر تصريحات من السلطات في شرق ليبيا بشأن قبول استقبال القافلة.
بينما قالت رئاسة مجلس الوزراء المصري أن الوفود الأجنبية التي تطلب الوصول إلى المنطقة الحدودية المحاذية لغزة "مدينة العريش ومعبر رفح" يجب أن تحصل على "موافقات مسبقة لإتمام تلك الزيارات".
وأضافت في بيان الأربعاء، "السبيل الوحيد لمواصلة السلطات المصرية النظر في تلك الطلبات هو من خلال اتباع الضوابط التنظيمية والآلية المتبعة وهي التقدم بطلب رسمي للسفارات المصرية في الخارج أو من خلال الطلبات المقدمة من السفارات الأجنبية بالقاهرة أو ممثلي المنظمات إلى وزارة الخارجية، علماً بأنه سبق وأن تم ترتيب العديد من الزيارات لوفود اجنبية، سواءً حكومية او من منظمات حقوقية غير حكومية".
وأكدت أهمية الالتزام بتلك الضوابط التنظيمية التي تم وضعها، وذلك لضمان أمن الوفود الزائرة نتيجة لدقة الأوضاع في تلك المنطقة الحدودية منذ بداية الأزمة في غزة، مشيرة إلى أنه لن يتم النظر في أي طلبات أو التجاوب مع أي دعوات ترد خارج الإطار المحدد بالضوابط التنظيمية والآلية المتبعة في هذا الخصوص.
كما نوهت بأهمية التزام مواطني كافة الدول بالقوانين والقواعد المنظمة للدخول إلي الأراضي المصرية، بما في ذلك الحصول على التأشيرات او التصاريح المسبقة والمنظمة لذلك.
"لم نحصل على إذن بالدخول"
من جانبه، قال رئيس المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين يحيى صاري إن القافلة لم تحصل على أي إذن من السلطات المصرية لدخول أراضيها، حيث كان من المفترض أن يقدم المشاركون في القافلة طلبات لدخول الأراضي المصرية إلى السفارات المصرية في بلدانهم.
فيما فجر الناطق باسم القافلة وائل نور مفاجأة حين كشف أن القافلة "لا تحمل المساعدات لغزة سواء مساعدات غذائية أو طبية، ولكن هدفها "كسر الحصار عن القطاع" حسب تعبيره.
وتلقفت حسابات محسوبة على جماعة الإخوان تلك المبادرة بالتحريض على الدولة المصرية، حيث قال إحداها أنها قد تكون مصدر إحراج للقاهرة في حال رفضت دخول القافلة، أو حتى في حال السماح لها بالدخول لكنها لا يمكن أن تضمن لها الوصول إلى القطاع الذي يعد ساحة حرب حاليا.
وفي هذا السياق تساءل الكاتب الصحفي محمد النجار عن سبب الإصرار للدخول عبر الأراضي المصرية، في الوقت الذي كان ممككن للمشاركين في تلك القافلة التعبير عن تضامنهم مع قطاع غزة بالتظاهر في بلدانهم، بدلا من إدخال مصر في أزمة.
وبالمثل علق الكاتب أنور الهواري: "لا يوجد بلد ذو سيادة ، يطمئن إلى مظاهرات بهذه الضخامة، تتوجه إلى حدود بهذا الاشتعال، في توقيت بهذه الخطورة، واحتمالات مفتوحة على المجهول".
وفي نفس السياق كتب الإعلامي لؤي الخطيب تعليقا على القافلة: "لو هدفك غزة كنت هتروح من البحر، لكن أنت هدفك مصر.. عشان كده جي من البر".
يشار إلى أن السلطات الإسرائيلية اعترضت السفينة مادلين التي كان على متنها عدد من النشطاء الذين تحركوا نحو القطاع بحرا خلال الأيام الماضية.
ونقلت السلطات السفينة إلى ميناء أشدود، ثم قامت بترحيل عدد من النشطاء على متن تلك السفينة عبر مطار تل أبيب، فيما رفض آخرون الترحيل ليعرضوا على القضاء، الذي سينظر في إصدار أحكام ترحيل قسري بحقهم.