"فلوس حقيقية ولا بنك الحظ".. الليبيون يسخرون من أزمة الـ"50 دينارا"

جسور - متابعات
أصبح إنفاق العملة فئة "خمسين دينارا" مشكلة يومية تؤرق الليبيين، بعد قرار سحبها، فعلى الرغم من أن القرار لم يمنع تداولها، إلا أن كثيرا من التجار يرفضون التعامل بها.

وقرر مصرف ليبيا المركزي، سحب الإصدارين الأول والثاني من ورقة الخمسين دينارا، من التداول، بدءا من 21 أبريل وحتى نهاية شهر أغسطس، بما يشمل فئتي العملة المطبوعة في بريطانيا وروسيا، ويفترض أن يصل المتاح من هذه الفئة إلى المعدلات الطبيعية، بحيث لا تتعدى إجمالي قيمتها لدى الجمهور سبعة مليارات دينار في أحسن الأحوال.

"فلوس حقيقات ولا بنك الحظ"
"أصبحنا نخشى الإحراج لو حاولنا شراء السلع بها في المحال والصيدليات والمتاجر"، هكذا بدأ حديثه رجب ابريك لموقع "جسور"، متعجبا من الوضع الحالي، وعقب: "لا يقبلونها.. مع أنها فلوس حقيقات مش فلوس بنك الحظ".

ومن كثرة التعرض لتلك الموافق "المحرجة" كما يصفها ابريك، دعا أصحاب المحال إلى "كتابة ورقة على الواجهة برفض التعامل بتلك العملة، وتجنيب المواطنين الأذى النفسي، في الوقت الذي يعاني الليبيون من أزمة سيولة نقدية خانقة مستمرة منذ سنوات.

وأثير لغط خلال الشهور الماضية في ليبيا، بعد مراسلات بين المصرف المركزي وجهات تنفيذية وتشريعية، أفصح فيها عن نيته سحب العملة، وقال إنه لاحظ وجود ثلاث فئات من الخمسين دينارًا في السوق، الأولى فئة صادرة عنه في طرابلس، والأخرى عن فرع بنغازي، أما الثالثة فهي "مجهولة المصدر" تخضع الآن لإجراءات تحقيق النائب العام.

"لا أرفضها"
لا يرفض يوسف عبدالله، التعامل بعملة الخمسين دينارا في المحل الذي يملكه، مؤكدا أنه يقبلها من زبائنه دون أي مشكلات.

وبهذه العبارة "ولا مرة رفضتها"، يقول عبدالله، إنه يتعامل بها، لكنه استدرك في الوقت نفسه، بأنه لا يحب الاحتفاظ بها كثيرا، وبعد صدور قرار السحب، صار أكثر مواظبةً على الذهاب إلى المصرف، وتغييرها بعملات من فئات أقل، وهي الخطة التي يسير عليها.

وتتواصل الحملات الأمنية على الأسواق، للتأكد من تداول تلك الفئة دون معوقات أمام المواطنين، إذ أغلقت عددا من محال الصراف التي رفضت التعامل بالخمسين دينارا.

ويقول المواطن عقيلة الصابر، إنه تعرض لتلك المشكلة، خلال شراء إحدى البضائع، ما اضطره إلى إبلاغ جهاز الأمن الداخلي الذي أثبت الحالة، وتقرر "غلق" المحل.

وانتقد الصابر، أصحاب الأعمال الذين يتركون العاملين لديهم، وأغلبهم من الوافدين، في مواجهة المواطنين، ولا يستطيعون اتخاذ قرار بشأن التعامل بهذه العملة المقبولة حتى الآن في المصارف.

"تقزيم" العملة
وينتقد أستاذ الاقتصاد في "جامعة قاريونس" ببنغازي، عطية الفيتوري، قرار سحب العملة الخمسين دينارا، لأنه بعد استكمال العملية بحلول سبتمبر المقبل، ستكون أعلى فئة نقدية في ليبيا هي "20 دينارا"، أي لا تساوي سوى ثلاثة دولارات بالسعر المحلي حاليا.

وأضاف: "هل يجوز أن تكون أوراق العملة الليبية "قزمية" بهذا المستوى، مقارنة بالورقات النقدية في الدول الأخرى؟ ليبيا التي تتميز بأعلى مستوى في حجم الصناديق السيادية وأكبر صادرات بترولية في أفريقيا".

]]>

Previous
Previous

بـ"النفس الطويل".. إيران تبحث عن نصيب من "كعكة" الدرة

Next
Next

أميركا وروسيا في الشرق الأوسط.. صراع النفوذ والأسلحة