بـ"النفس الطويل".. إيران تبحث عن نصيب من "كعكة" الدرة
الكويت - جسور
وسط حالة من "الشد والجذب"، عاد حقل "الدرة" إلى الواجهة من جديد بعد بيان (كويتي – أردني) حول ملكية الحقل وتحذير إيراني مضاد، فيما لا تزال القضية المفتوحة منذ أكثر من 6 عقود تبحث عن حل نهائي لها.
فحقل الغاز الطبيعي المكتشف في العام 1967، يقع في المنطقة المغمورة بين السعودية والكويت، وتسعى إيران للحصول على جزء منه، وقد ظل محل نزاع حتى اتفقت الدولتان العربيتان على تطويره المشترك، وصدر بيان (كويتي – سعودي) في أغسطس 2023 بتأكيد ملكيتهما للحقل، ووجهتا الدعوة إلى إيران للتفاوض على الحد الشرقي للحقل، إلا أن الأخيرة لم ترد.
ثم جاء البيان الصادر أخيرا عن أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، والملك الأردني عبدالله الثاني، الذي أكدا فيه، أن حقل الدرة يقع بأكمله في المناطق البحرية للكويت، وملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة الكويتية – السعودية، بما فيها حقل الدرة بكامله، هي ملكية مشتركة بين الكويت والسعودية.
وسرعان، ما ردت الخارجية الإيرانية، برفض البيان الكويتي الأردني، وتمسكها بـ"حقوق" طهران في الحقل، داعية الكويت إلى العودة إلى المفاوضات بشأن حقل الدرة، وتجنب المسار الخاطئ.
"التلويح باستخدام القوة"
ويرى المحلل السياسي المتخصص في الشأن الإيراني محمد عبادي، إن إيران تلجأ إلى سياسة "النفس الطويل"، في تعاطيها مع تلك القضية، وهي تعلم أن النزاعات على الحقوق في قضايا الاستفادة من المناطق الاقتصادية أو ترسيم الحدود البحرية والبرية تستغرق سنوات وعقود.
ويضيف عبادي، في حديثه إلى موقع "جسور"، بأن طهران "تلوح باللجوء إلى القوة، واستخدام الحرس الثوري وغيرها من القدرات العسكرية"، إلا أنه استبعد اللجوء إلى هذه الطريقة تماما، مشيرا إلى أنها تستخدم تلك التصريحات النارية، من أجل إيجاد مكان لها على طاولة التفاوض بشأن استغلال الحقل.
وحول دخول الأردن على خارطة هذا النزاع، ينبه المحلل السياسي إلى الموقف الأردني المتحفظ من تحركات إيران في المنطقة، خصوصا بعد حشد الميليشيات التابعة لها على حدوده مع العراق، واتهامه لطهران بتحريك الموالين لها داخل الأراضي السورية لإغراق البلاد بالسلاح والمخدرات.
ويختتم عبادي حديثه بالإشارة إلى أن إيران، مثل السعودية والكويت، تمتلك احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، وليست في حاجة آنية للحقل أو حصة منه، ما يرجح تدخلها في الملف بحثا عن مكاسب سياسية على المستوى الإقليمي والدولي.
ورقة ضغط جديدة
ويتفق خبير النفط الكويتي حجاج عبدالله، مع النقطة الأخيرة التي أثارها عبادي، حيث يرجح الموقف الإيراني بمحاولة لخلق ورقة جديدة تستخدمها في طاولات محادثات أخرى، مثل المفاوضات الجارية بخصوص مشروعها النووي.
ويستدل الخبير النفطي، بأن الاتفاق الذي أبرمته السعودية والكويت قبل سنوات للاستفادة من الحقل وتنميته، لم تعترض عليه إيران، وكذلك الحال مع البيانات الصادرة بخصوص التقديرات الاستكشافية فيه.
وأكد أن حقل الدرة يقع في المياه الإقليمية الكويتية وفقا للقانون البحري الدولي، شارحا أن الاتفاقيات التي جرت سابقا بشأنه منذ الستينيات، بينت أن حقوق إيران تكمن في المنطقة التالية للحقل من ناحيته الشرقية.
يشار إلى أن تقديرات احتياطيات الغاز القابل للاستخراج في حقل الدرة تصل إلى نحو 200 مليار متر مكعب (سبعة تريليونات قدم مكعبة)، بينما تقترب احتياطيات الكويت المؤكدة من الغاز من تريليوني قدم مكعب، فيما تملك إيران ثاني أكبر احتياطي من الغاز في العالم بعد روسيا، بواقع 33 تريليون قدم مكعب.
]]>