بعد ثمانية أجزاء.. هل حان وقت استراحة "الكبير أوي"؟ 

القاهرة – جسور
حققت مسلسلات شعبية كبيرة نجاحات بموسم الدراما الرمضانية في مصر، مسجلة نسب مشاهدة عالية مثل "العتاولة" و"أعلى نسبة مشاهدة" وغيرها، فيما خفت نجم مسلسلات مشهورة وعلى رأسها "الكبير أوى" الذي تصدر نسب المشاهدة في أجزائه الماضية لا سيما الستة الأوائل، لكن الجزء الثامن الذي عرض الموسم الماضي، لم يكن على القدر المأمول.
ويرى نقاد فنيون، أن الجزء الثامن وقع في مشكلة تكرار نفس تيمة العام الماضي بالحفاظ على ذات الشخصيات مع تشابه أفكار الحلقات، إضافة إلى حدوث حالة تشبع لدى المشاهدين بعد عرض 7 أجزاء سابقة بنفس الشخصيات.

وأوضح النقاد، لموقع "جسور"، أن الوقت قد حان لاستراحة "الكبير أوي" ووضع نهاية للمسلسل، وعلى نجمه الكبير أحمد مكي العمل على أدوار جديدة تمكنه من قدراتها الفنية الكبيرة، والمسلسل من بطولة أيضا رحمة أحمد، بيومي فؤاد، مصطفى غريب، هشام إسماعيل، محمد سلام، سماء إبراهيم، حسين حجاج، حاتم صلاح، وعدد آخر من الفنانين، بالإضافة إلى ظهور عدد من ضيوف الشرف، مثل أمينة خليل ومحمد ثروت وصفاء الطوخي، ويتولى أحمد الجندي الإخراج والإشراف على الكتابة. 

وقت الاستراحة
الناقدة الفنية، ماجدة خيرالله، تقول إن كوميديا المواقف هي أرقى أنواع الكوميديا، ولكن ما يحدث في المسلسل عبارة عن اسكتشات ومقاطع قد تكون ضاحكة لكن استخدامها بكثرة غير مفيد، من غير الضروري إطالة أشياء انتهى عمرها الافتراضي.

وأضافت خيرالله، لموقع "جسور"، "تحول أداء الممثلين للافتعال من أجل إضحاك المشاهدين، وكذلك تعدد شخصيات مكي في نفس الحلقة ورغم قدراته التمثيلية العالية، إلا أن الجهور قد تعود عليها وأصبحت فكرة مستهلكة، وما يحدث حاليا هو مجرد تكرار، وعلى مكي تقديم أعمال فنية جديدة بعيدة عن الكبير أوي وهو قادر على ذلك، ويجب عليه التخلص من فخ التكرار ووضع حد للعمل بعد الجزء الحالي.
وتعتقد الناقدة الفنية، أن مكي كان عليه التوقف في الوقت المناسب من حوالي 3 أو 4 سنوات، لأن المشاهدين انفرطوا من حول المسلسل، مشيرة إلى أن ورش الكتابة أحيانا تنتج أعمالا جيدة، لكن هذا الأمر يعتمد على الفكرة الفنية مع وجود مشرف قادر على جمع هذه الأفكار في نسيج واحد، ولا يبدو أن هذا الأمر موجود في الجزء الحالي.

استسهال النجاح
الكاتب والناقد الفني، بهاء حجازي، يرى أن المسلسل لم يحقق النجاح المأمول، وهذا ليس من العام الحالي بل من العام الماضي، الذي كان الأضعف برأيي، وكان من المفترض أن يستريح مكي من تقديم الكبير ويقدم شخصية جديدة، لكن هذا لم يحدث بسبب متطلبات السوق، فالكبير هو الوحيد الذي استطاع منافسة رامز جلال في الموسم السادس، وهو رهان الشركة المتحدة على جذب الجمهور وقت الإفطار، وهو الوقت الذي يسيطر عليه رامز من أكثر من عشر سنوات. 

وأضاف حجازي، لموقع "جسور"، أن الأزمة في الكبير أوي ليست في كونه من كتابة ورشة، فمسلسل يُكتب في ورشة منذ يومه الأول، لكن الأزمة أن هناك "حلب"، للفكرة، فلو راجعت الأجزاء ستجدها قصص منعزلة لا رابط لها، هناك تغييب للمنطق في كل الحلقات، الشخصيات تظهر وتختفي بلا مبرر، يعني أين كانت شخصية جوني في الحلقات الأولى، مع إنه يعيش في الدوار.

وتابع "الأزمة أيضا في استخدام التريند كأفيه، فالتريند قصير الأجل، وفكرة تقليد الأعمال المشهورة تصلح كنكتة لكنها لن تكون عمل فني ناجح، فالكبير في الموسم السابع قدم محاكاة ساخرة لمسلسل "سكواد جيم"، وفي هذا المسلسل يقدم محاكاة ساخرة لـ "لاكاسا دي بابل"، وفي الموسم الذي يسبقه محاكاة ساخرة لشمس الزناتي، والأخيرة كانت أقواهم، لكن الكتابة في حالة ترهل وضعف شديدة".

ويشير إلى أن "كوميديا الموقف أفضل أنواع الكوميديا أطولهم عمرا، لكن لا يتم الإعداد لها جيدا، والكتابة أصبحت أشبه باسكريبتات السوشيال ميديا، الافيه هو المهم"، ويعتقد أن "الكبير كان يجب أن يستريح من بعد الموسم السادس، ويقدم عملا مختلفا، لكنه استسهال النجاح، ولغة المعلنين، التي تحب أن تضع الناس في قوالب جاهزة مضمونة المكسب.

]]>

Previous
Previous

جدل اللهجة والتاريخ.. مسلسل الحشاشين في ميزان النقاد

Next
Next

 "لاعب الظل".. كيف تستفيد الصين من "المد الروسي" في أفريقيا؟