مجددا.. الصين تثير غضب المصريين بسبب الأهرامات
تسببت تصريحات صينية، حول الأهرامات، في موجة انتقادات واسعة من المصريين، الذين رفضوا "تشبيهها بتضاريس جغرافية" في الدولة الآسيوية، مؤكدين "أصالة وعراقة آثارهم القديمة"، ومتندرين في الوقت نفسه على "المقارنة الصينية".
الجبال الهرمية بديل صحاري مصر
ونشرت صفحة "الصين بالعربية" على موقع "فيسبوك"، صورة لما قالت إنها "جبال هرمية" في مقاطعة قويتشو جنوب غرب البلاد، كما قامت وكالة الأنباء الرسمية "شينخوا" بنشر خبر على الأمر نفسه.
وعلقت الصفحة الممولة حكوميا، قائلة: "أصبح لدى السياح الباحثين عن مناظر تشبه الهرم الآن بديلا لصحاري مصر في التكوينات الطبيعية لمقاطعة قويتشو بجنوب غرب الصين"، مضيفة أن تلك "الجبال الهرمية" أصبحت نقطة جذب شهيرة بين السياح.
حقوق الملكية الفكرية
ودعا عالم الآثار المصري والأستاذ المتفرغ بكلية الآداب جامعة طنطا الدكتور حجاجي إبراهيم السلطات المصرية إلى الاهتمام بملف الملكية الفكرية، بما يحفظ حقوق البلاد، بعدما أقدمت الصين على محاولة استغلال الحضارة الفرعونية للترويج لوجهات سياحية بها، كما بنت مدنا تحاكي آثار المصريين.
وحول المقارنة الصينية بين "جبالها الهرمية" وأهرامات مصر، عقب إبراهيم، في حديثه إلى "جسور"، بأن "الأصل" أهم من "الصورة"، متابعا: "الأصل فيه الروح، فعندما ترى الأهرامات تشعر أن هناك شيئا روحانيا متعلقا بها، أما الصورة أو التقليد فليست" بنفس الأهمية وهي مجرد "صورة" خاوية.
ويرى عالم الآثار أن هناك غيرة صينية من الحضارة المصرية التي تعد الأقدم والأعرق، وهي فجر التاريخ ومنبع الحضارات، معقبا: "هناك عقدة من مصر"، وأردف أن مصر منذ قديم الأزل ربطتها علاقات تجارية بالصين عبر طريق الحرير وفتحت لها أبواب التجارة مع العالم، ولابد أن تذكر بكين هذا الأمر بـ"امتنان" وليس أن تسعى إلى استغلال حضارة الغير.
وطرح إبراهيم أمثلة على التأثير الحضاري لمصر، فهي من عرفت العالم بالمنابر والمحارب وبالحصون وغيرها، وكان موروثها دائما شعلة تضيء الطريق لباقي الأمم.
ودعا إبراهيم مصر إلى أن تعيد النظر في الجمع بين السياحة والآثار في وزارة واحدة، مع الاعتماد على أهل التخصص في هذا المجال، وذلك من أجل وضع خطط فاعلة لجذب السياح، بما يقطع الطريق على مخططات أطراف أخرى تريد أن تخطف الأضواء من المقصد المصري السياحي والأثري، وخصوصا وأن البلاد تمتلك مقومات كبيرة يمكن ان تجعلها في أعلى المقاصد السياحية في العالم.
انتقادات المصريين
وجاءت ردود المصريين "المدافعة عن أهرامات الجيزة" باعتبارها إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، قائلين إنه "لا مثيل لها في العالم، وهناك من لديه هوس بآثار الفراعنة ويتمنى لو كانت في بلاده".
وقال أحد المعلقين، إن هناك فارقا كبيرا بين تكوينات أرضية تشكلت بسبب عوامل طبيعية، وبين "بناء بشرى بمعجزة هندسية" أعجزت العالم عن تكرارها، على الرغم من كل ما وصل إليه من التكنولوجيا، ووافقه آخر، مؤكدا أن الجبال موجودة بشكل طبيعي أما الأهرامات فهي هندسة معمارية فريدة عجز العالم عن تفسيرها إلى الآن.
وكتبت أخرى باللهجة المصرية: "هو أي مثلثات و خلاص؟"، مضيفة أن الذين يأتون إلى مصر لمشاهدة الآثار هم مثقفون يحبون أن يتعرفوا على الحضارات القديمة، ويفضلون زيارة المتاحف والمعابد، وليس فقط لالتقاط الصور التذكارية، متابعة: "اللي عايز يتصور جمب مثلثات يقدر يروح هناك واللي عايز علم وثقافة" يستطيع أن يزور مصر.
واستمرت موجة التندر، فتساءل أحدهم: "هل ستستطيعون أن تحنطوا الجثث أيضا أم لا؟"، وقال آخر "أهراماتكم رديئة الشكل والصنع"، بينما كتب معلق آخر: "معروف الصينيين يقلدون أي شيء".
تقليد الأهرامات وأبوالهول
وسبق أن شيدت الصين منطقة كاملة تشبه تماما الأهرامات الثلاثة وأبو الهول وآثار منطقة "أبورواش" بالجيزة، ما تسبب حينها في موجة غضب شعبي داخل مصر، وتحرك رسمي من القاهرة في المنظمات الأممية.
أُثيرت القضية في بادئ الأمر، عند زيارة الرحالة المصري أحمد حجاج لمدينة صينية مُقلدة للأهرامات والأثارة الفرعونية، في العام 2016، حيث نشر على صفحته بموقع "فيس بوك" أن الصين استغلت ضعف الحركة السياحية فى مصر وقتها، وحب سياح العالم للأثار المصرية، وأنشأت تلك المنطقة، بل ونجحوا في جذب 15 مليون سائح سنويا لزيارتها.
وأضاف: "جرى تصميمها بصورة طبق الأصل من الأهرامات المصرية الثلاثة، وارتدى العاملون فى مدينة "تشينزين" الصينية الزى الفرعونى الكامل، وفتحوا مطاعم للأكلات الشرقية المصرية واستخدموا الجمال والخيل لإمتاع الزائرين حتى تشعر تماما أنك فى مصر"، مردفا أن سعر ركوب الجمل مع التقاط صورة تذكارية مع أبو الهول يصل إلى "70 يوان" بما يعادل 100 جنيه مصري، إضافة إلى تزويد المنطقة السياحية المقلدة بعناصر الصوت والضوء.
وبعد ذلك، تقدمت مصر بشكوى رسمية إلى منظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، لتضطر الصين في يونيو العام 2017 إلى هدم تلك المدينة المقلدة.
]]>