إيران تغير روايتها الرسمية بشأن صلتها بهجمات السابع من أكتوبر
رسائل عديدة حملها خطاب المرشد الإيراني اليوم الإثنين علي خامنئي في الذكرى الـ35 لرحيل الخميني، وتركزت بالأساس على الأوضاع في قطاع غزة، حيث يرى محللون دلالات في الكلمة على "تصعيد جديد" تعد له طهران في المنطقة.
وقال الباحث المتخصص في الشأن الإيراني محمد عبادي، إن خطابات المرشد أو القادة الإيرانيين في تلك المناسبات تحمل في العادة الكثير من "الدعاية" الإيرانية التي تستهدف أنصارها، وتحسين صورة طهران، لكن كلمة اليوم لا يمكن وصفها إلا بـ"الخطيرة للغاية".
وأضاف عبادي، في حديثه إلى "جسور"، أن الكلمة حملت تغيرا في الرواية الإيرانية بشأن هجمات السابع من أكتوبر العام الماضي، فبعدما كانت طهران تصف العملية التي نفذتها حركة "حماس" وفصائل أخرى ضد إسرائيل بأنها "عملية فلسطينية 100%"، عاد خامنئي ليقدم صورة أخرى وأن إيران "كانت واعية ومشاركة" بل وتحدث عن فوائدها على طهران.
وأكمل: "استمر خامنئي في إطلاق شعارات النظام الإيراني المتعلقة بتحرير فلسطين والقدس والمسجد الأقصى”
تصعيد جديد قادم
وبخصوص حديث خامنئي عن "عدم التعويل" على حدوث وقف إطلاق نار في غزة، علق عبادي بأن إيران تراهن على أنه لن يكون هناك تهدئة، وبالتالي ستستمر حالة الاضطراب في المنطقة، متوقعا حدوث تصعيد جديد أكبر في المنطقة.
ودلل على نية طهران التصعيد بإيفادها وزير الخارجية بالإنابة علي باقري كني لزيارة كل من لبنان وسوريا في التوقيت الحالي، فيما يبدو أنه تحرك من أجل حشد وكلائها في البلدين في إطار معركة جديدة.
ولفت إلى ازدياد تصعيد جماعة الحوثيين، ليس فقط في البحر الأحمر، بل في البحر المتوسط أيضا، بعدما هددت الحركة بضرب أهداف فيه، وكشف الحرس الثوري صراحة عن تسليحه الحركة بصواريخ من طراز "قادر" التي تستطيع أن تبلغ أهدافا بعيدة، وكل هذا يشير إلى سيناريو تصعيدي قادم.
اتفاق وقف إطلاق النار
في المقابل لا يبدو أن الجميع يتفق مع طهران بخصوص الرؤية المتشائمة بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيشير أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة الدكتور أيمن سلامة إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن "ألقى بثقله" من أجل أن يعطي زخما في محاولة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وأضاف سلامة، في حديثه إلى "جسور"، إن الرؤية التي طرحها بايدن لصفقة التهدئة، التي تنقسم إلى ثلاث مراحل، لا تختلف كثيرا عن الطرح المصري السابق، وفي مصلحة الجميع أن تحدث التهدئة ولو حتى في المرحلتين الأوليين.
وأشار إلى أن المنطقة عامة "على صفيح ساخن" الآن وبحاجة إلى الاستقرار والصفقة ستحقق أهداف الجميع، فالداخل الإسرائيلي يرغب في استعادة الرهائن من قطاع غزة، كما تحتاج الفصائل الفلسطينية إلى "استراحة"، ويريد بايدن أن تهدأ الأوضاع قبل أن تدخل انتخابات الرئاسة الأميركية في مراحلها الحاسمة نهاية العام الجاري.
]]>