بعد محاولة اغتياله.. موجة تعاطف تدعم حظوظ ترامب في سباق الرئاسة

موجة تعاطف واسعة حظى بها مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة دونالد ترامب، بعدما تعرض لمحاولة اغتيال خلال حملته الانتخابية، حيث يرى مناصروه أن تلك الموجة ستعزز من فرصه في حسم السباق نحو رئاسة البلاد.

وكان ترامب واقفا خلف منصة يلقي كلمة أمام تجمع جماهيري في الهواء الطلق في بتلر بولاية بنسلفانيا ورأسه مائل إلى اليمين، حينما سمع وابل من إطلاق الرصاص، ثم ظهر الرئيس السابق وهو ممسك بأذنه اليمنى التي تنزف، قبل أن يسقط سريعا على الأرض خلف المنصة.

وهرع ستة من ضباط الخدمة السرية إلى المنصة والتفوا حول ترامب، الذي كان يجلس على ركبتيه خلف المنصة، كما صعد ضباط آخرون مسلحون بالبنادق إلى المنصة، وكان هناك وابل ثانٍ من الطلقات النارية على ما يبدو، ثم أمكن سماع شخص يصرخ قائلا: "لقد سقط مطلق النار".

وظهر ترامب مجددا على المنصة بينما رفع أحد الضباط ذراعه فوق رأسه لحمايته من المزيد من الطلقات المحتملة، واستمر ترامب في توجيه قبضته نحو الحشد، وهو يردد "قاتلوا"، وبدأ كثيرون في الحشد يهتفون: "الولايات المتحدة، الولايات المتحدة".

وقال ترامب في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي إنه "أصيب برصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذني اليمنى"، وقد استغرق الأمر دقيقتين منذ لحظة الطلقة الأولى حتى وضع ترامب في سيارة الدفع الرباعي المنتظرة لإخراجه من المكان.

وأصدر فريق ترامب الانتخابي، بيانا عقب الواقعة شكر فيه ترامب سلطات إنفاذ القانون على تحركهم السريع "خلال هذا العمل الشنيع"، كما أكد المكتب أنه بخير ويتم فحصه في منشأة طبية محلية، وسيصدر مزيدا من التفاصيل تباعا.

مُطلق النار على ترامب

وكشف مكتب التحقيقات الفدرالي خلال مؤتمر صحفي في ساعة متأخّرة السبت، هوية الشخص مطل النار، الذي قتل بعد ذلك برصاصات رجال الحراسة، وهو توماس ماثيو كروكس (20 عاما).

وقال كيفن روجيك من مكتب "إف بي آي" للصحفيّين في مكان إطلاق النار، "شهدنا ما نعتبر أنها محاولة اغتيال ضدّ رئيسنا السابق دونالد ترامب"، مضيفا أن المكتب لا يعلم حتى الآن الدافع وراء إطلاق توماس النار على ترامب، ما أودى بحياة أحد الحضور وإصابة إثنين آخرين.

فيما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الأحد، أن مطلق النار كان منتميا للحزب الجمهوري.

رسائل متعاطفة لترامب

وجاءت أولى الرسائل المتعاطفة مع ترامب من الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، الذي قال في بيان للبيت الأبيض، "أنا ممتن لأن ترامب بخير، وأصلي من أجله".

وتوالت التدوينات عبر صفحات وحسابات مواقع التواصل المختلفة، فقال الرئيس الأسبق باراك أوباما: "لا يوجد مكان على الإطلاق للعنف السياسي في ديمقراطيتنا".

وتابع أوباما: "على الرغم من أننا لا نعرف بعد ما حدث بالضبط، إلا أننا يجب أن نشعر بالارتياح لأن الرئيس السابق ترامب لم يصب بأذى خطير، ونستغل هذه اللحظة لإعادة التزامنا بالكياسة والاحترام في سياساتنا.. أنا وميشيل نتمنى له الشفاء العاجل".

وكتب عمدة شيكاغو براندون جونسون، عبر حسابه على موقع "إكس"، أن "العنف السياسي غير مقبول على الإطلاق"، متمنيا الشفاء العاجل لدونالد ترامب، وتابع "أنا ممتن لأول المستجيبين وضباط إنفاذ القانون في مكان الحادث الذين تصرفوا بسرعة."

كما نشر حاكم إلينوي جيه بي بريتزكر أن "العنف ليس هو الحل أبدًا في ديمقراطيتنا"، معقبا: "أنا أراقب الوضع عن كثب وأدعو الله من أجل شفاء الرئيس السابق ترامب.. شكرًا لجهاز الخدمة السرية على استجابتهم السريعة".

وكتبت السيناتور الأميركية تامي داكوورث: "لا يوجد أي عذر على الإطلاق - ولا مكان على الإطلاق - للعنف في السياسة الأميركية، ويجب محاسبة المسؤولين عن ذلك إلى أقصى حد يسمح به القانون.. أبقي دونالد ترامب في أفكاري وآمل أن يتعافى سريعًا وكاملًا".

وقال السيناتور الأمريكي ديك دوربين أنه "يبقي في ذهني الرئيس السابق، والمارة الذين قُتلوا بشكل مأساوي، وجميع الذين أصيبوا أو تعرضت سلامتهم للتهديد".

الطريق إلى البيت الأبيض صار "أسهل"

ونقلت صحيفة "بوليتيكو" عن نواب جمهوريين قولهم إن الحادث الذي تعرض له الرئيس دونالد ترامب قد يجعل الطريق نحو البيت الأبيض أسهل.

وقال النائب ديريك فان أوردن (جمهوري من ولاية ويسكونسن) بعد وقت قصير من إطلاق النار: "نجا الرئيس ترامب من هذا الهجوم، لقد فاز في الانتخابات".

ولم يذهب جمهوريون آخرون، إلى هذا الحد، لكن كثيرين توقعوا أن يعزز إطلاق النار الدعم للرئيس ترامب في انتخابات نوفمبر.

ونشر بعض الجمهوريين في الكونغرس، مثل النائب مايك كولينز (جمهوري من جورجيا)، نظريات مفادها أن جو بايدن "أرسل الأوامر" بإطلاق النار.

وقال السناتور مايك لي (جمهوري من يوتا)، في بيان مشترك مع مستشار الأمن القومي السابق لترامب، إن بايدن يجب أن يأمر على الفور المدعين العامين بإسقاط التهم الفيدرالية ضد ترامب كجزء من الجهود الرامية إلى "خفض درجة الحرارة السياسية".

من جانبه، قال النائب أنتوني دي إسبوزيتو (جمهوري من نيويورك)، إنه في حين يعتقد أن قضايا مثل أمن الحدود والاقتصاد ستقود ترامب بالفعل إلى النصر، فإن تداعيات إطلاق النار "لا شك أنها تجعل الناس يريدون الخروج للتصويت".

ويبدو أن التداعيات ستمتد إلى ما هو أبعد من السياسة، حيث دعا أعضاء من كلا الحزبين إلى إجراء تحقيق في الأمر.

وقد أشار رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب جيمس كومر (جمهوري من ولاية كنتاكي) بالفعل إلى أنه يخطط لعقد جلسات استماع بشأن إطلاق النار، على الرغم من وجود انقسام بين الجمهوريين حول ما إذا كان ينبغي توجيه أصابع الاتهام إلى الخدمة السرية، أو الانتظار لمعرفة ما ستقوله التحقيقات الرسمية.

وقال كومر في بيان: "هناك العديد من الأسئلة والأميركيون يطالبون بالإجابات، لقد اتصلت بالفعل بالخدمة السرية للحصول على إحاطة وأدعو أيضًا مديرة الخدمة السرية كيمبرلي شيتل للحضور إلى جلسة استماع، سترسل لجنة الرقابة دعوة رسمية قريبا".

وصرح أحد المشرعين الجمهوريين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية الموقف، لصحيفة "بوليتيكو": "كيف سمحت الخدمة السرية لشخص يحمل سلاحًا أن يكون على مقربة من الرئيس".

ماسك يؤيد ترامب

وأكد الملياردير المستثمر التكنولوجي إيلون ماسك تأييده ترامب على الفور بعد واقعة إطلاق النار عليه، معربا عن أمله في أن يتماثل للشفاء سريعا.

وكتب ماسك، عبر حسابه على "إكس"، "آخر مرة كان لدى أمريكا مرشح بهذه القوة هو ثيودور روزفلت".

ولم يعلن رجل الأعمال الشهير رسميًا عن دعمه لأي من المرشحين قبل أمس السبت، لكن سبق أن صرح بانه "يميل بعيدا" عن بايدن.

اتهامات لبايدن بسبب "التحريض"

ووجه عضو الحزب الجمهوري تومي حرب الاتهامات إلى بايدن بالمسؤولية عن الواقعة نظرا لـ"تحريضه المستمر" ضد ترامب، مضيفا أنه نظرا لـ"فشل سياسة" الرئيس الحالي طيلة 3 سنوات ونصف، "لم يقدر على مواجهة سياسة ترامب لإدارة العهد الجديد" سوى بالذهاب إلى التحريض ضده، وكان يقول إنه "خطر على الديمقراطية والولايات المتحدة ويجب التخلص منه"، مكملا: "هذا الكلام والتحريض هو الذي دفع مطلق النار إلى ارتكاب فعلته ويجب التحقيق في الأمر".

وأضاف، في حديثه إلى "جسور"، "دون شك محاولة الاغتيال ستكون في مصلحة ترامبـ، لأن بايدن لا يستطيع أن يواصل التحريض ضده كما فعل أول أمس في ولاية متشيغن، وسيخفف من هذا الخطاب".

ووصف حرب الواقعة بـ"الحدث التاريخ"، الذي لا يجب اعتباره مجرد محاولة اغتيال وإنما الأمر أكبر من ذلك، شارحا: "محاولة اغتيال ضد مرشح انتخابي عنده حظوظ بالنجاح، وخاصة بعد الاتهامات القانونية التي حركها الحزب الديمقراطي وإدارة بايدن ضد ترامب وحاولوا بالمحاكم أن يلوثوا عقلية الناخب الأميركي حتى لا يصوت لترامب، ولكن الشعب الأميركي أذكى من إدارة بايدن، وشعبية ترامب ظلت ترتفع، ولم يبق أمامهم سوى محاولة التخلص منه، وهذا من أخطر ما يكون في تاريخ الولايات المتحدة، ويا ليت يكون هذا درس لمئات السنين أن أي تحريض ضد شخصية سياسية مرشحة في الانتخابات يجب أن تتوقف وأن يعود الإنسان إلى المنطق".

اقرأ أيضا: اتهامات محرجة وقضية "حساسة".. 5 لحظات مثيرة في مناظرة بايدن وترامب

]]>