استمرار التوغل الأوكراني في روسيا.. وموسكو تضطر لإجلاء 200 ألف شخص

أعلن مسؤولون روس الأربعاء أنه يجري إجلاء نحو 200 ألف شخص في أعقاب الهجوم الأوكراني غير المتوقع على الأراضي الروسية.

وقالت مصادر في جهاز الأمن الأوكراني لشبكة "آيه بي سي" الأميركية إن الجيش الأوكراني شن ضربات ليل الثلاثاء - الأربعاء تمثل أكبر هجوم على البنية التحتية للقوات الجوية الروسية منذ بداية الحرب واسعة النطاق، حيث تم استهداف ثلاثة مطارات عسكرية روسية.

بينما ذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن قوات الدفاع الجوي الروسية دمرت 117 طائرة بدون طيار أوكرانية وأربعة صواريخ من طراز توشكا-يو فوق ثماني مناطق في روسيا خلال الليل، بما في ذلك كورسك وفورونيج وبيلغورود ونيجني نوفغورود.

فرض حكم عسكري أوكراني

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده قد تضطر لفرض حكم عسكري في مقاطعة كورسك الروسية التي تتوغل فيها قوات أوكرانية للأسبوع الثاني، في حين تشهد المنطقة معارك شرسة بين الطرفين.

ونشر زيلينسكي مقطع فيديو عبر تطبيق "تليغرام"، قال فيه إنه عقد اجتماعا مع كبار المسؤولين الأمنيين في كييف، بحث خلاله الوضع الإنساني وإنشاء إدارات عسكرية في المقاطعة الحدودية، مضيفا أن قواته تواصل التقدم داخل كورسك، وأنها توغلت اليوم كيلومترين إضافيين وأسرت 100 جندي ورسي آخرين.

وفي تصريحات متزامنة، تحدث وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو عن إنشاء "منطقة عازلة" في كورسك لحماية السكان الأوكرانيين عند الحدود من القصف الروسي، بينما قالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إن كييف تعمل على إقامة "منطقة أمنية" في المقاطعة الروسية، وتعتزم فتح ممرات لإجلاء المدنيين الروس الراغبين في الذهاب إما إلى روسيا أو أوكرانيا.

هجوم بري غير مسبوق

وكانت قوات أوكرانية بدأت الثلاثاء الماضي هجوما بريا غير مسبوق على مقاطعة كورسك الروسية، وأكد قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أول أمس إن قواته سيطرت على نحو ألف كيلومتر مربع.

كما تحدثت كييف عن سيطرة قواتها على 74 بلدة وقرية في كورسك منذ بدء الهجوم البري.

وفي المقابل، أقرت موسكو بأن القوات الأوكرانية أصبحت على عمق 30 كيلومترا من الحدود، كما أقر حاكم كورسك بسقوط 28 بلدة على الأقل بيد القوات المهاجمة.

واعتبرت كييف توغل قواتها في كورسك نتيجة للحرب التي تشنها روسيا منذ أواخر فبراير العام 2022، في حين قالت موسكو إن الغاية من الهجوم هي تخفيف الضغط الروسي على كل من خاركيف وسومي (شمال شرق) ودونيتسك (شرق).

وأفادت تقارير بأن روسيا سحبت قوات من أوكرانيا بهدف تعزيز قواتها في كورسك لصد الهجوم الأوكراني، بينما قال الحرس الوطني الروسي إنه عزز إجراءات الأمن عند محطة كورسك للطاقة النووية التي تبعد نحو 35 كيلومترا فقط عن جبهة القتال.

وفي المقابل، عرض التلفزيون الأوكراني الرسمي اليوم الأربعاء لقطات لجنود أوكرانيين وهم ينزلون العلم الروسي من على بناية رسمية في بلدة سودجا الروسية الحدودية، وهي مركز لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

مواجهات صعبة على الروس

وقال مدونون عسكريون روس إن القوات الروسية تخوض معارك شرسة ضد الوحدات الأوكرانية في كورسك.

وكتب المدون العسكري الموالي لروسيا يوري بودولياكا إن "الموقف لا يزال صعبا… العدو لا يزال يملك زمام المبادرة وبالتالي يزيد من وجوده في منطقة كورسك ولو ببطء".

وبالتوازي أعلن حاكم في مقاطعة بيلغورود الحدودية فياتشسلاف غلادكوف حالة طوارئ في المنطقة، ووصف الوضع في المقاطعة بالعصيب، مشيرا إلى أن الضربات الأوكرانية أوقعت قتلى من المدنيين.

وذكرت تقارير غير مؤكدة أن بعض الطائرات المسيرة التي أطلقتها أوكرانيا ضربت قواعد جوية روسية في بيلغورود.

وأعطت بعض المدونات العسكرية الروسية الموالية للكرملين في آخر تقاريرها صورا مماثلة، مما يشير إلى أن القوات الأوكرانية واصلت تعزيز مكاسبها وما زالت تضغط لتوسيع منطقة سيطرتها، على الرغم من عدم تحقيق أي تقدم كبير.

وكتب المدون العسكري، يوري بودولياك، على قناته على تطبيق تيليغرام: "لسوء الحظ، لا يزال الوضع صعبا في الوقت الحالي. العدو في الوقت الحالي لا يزال لديه المبادرة، ولذا، حتى لو ببطء، فهو يواصل زيادة وجوده في منطقة كورسك".

وأورد حساب المدون "ريبار"، المرتبط بالجيش الروسي، أن الوضع "يستقر" لكنه مع ذلك تحدث عن جهود متعددة بذلتها أوكرانيا لاختراق المواقع الروسية والقتال العنيف.

بوتين يحاول التقليل من الهجوم

بينما حاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقليل من أهمية الهجوم، قائلا إن أوكرانيا "بمساعدة أسيادها في الغرب" تحاول من خلال توغلها في كوروسك تحسين موقفها التفاوضي قبل مفاوضات سلام محتملة.

في حين أكد قائد الجيش الأوكراني، اليوم الأربعاء، تقدم قواته مرة أخرى داخل منطقة كورسك الروسية بينما تواصل محاولتها توسيع توغلها غير المسبوق هناك.

وأطلع الجنرال الأوكراني أولكسندر سيرسكي الرئيس فولوديمير زيلينسكي على أن القوات الأوكرانية تقدمت حوالي ميل واحد في اتجاهات مختلفة داخل كورسك. 

وقال سيرسكي أيضًا إن القوات الأوكرانية أكملت عمليات البحث والتدمير للقوات الروسية التي لا تزال في سودجا، المدينة الحدودية الرئيسية التي تقوم القوات الأوكرانية منها بتوسيع رأس جسرها داخل روسيا، مما يعني أن أوكرانيا تتمتع الآن بالسيطرة الكاملة عليها.

]]>

Previous
Previous

الذعر يضرب روسيا بعد انهيار صورة النصر التي رسمها بوتين

Next
Next

ستدمر 80% من قدراته.. هل توجه إسرائيل "ضربة استباقية" لحزب الله؟