في حال عودته للرئاسة.. هل تشعل رسوم ترامب الجمركية حربا تجارية عالمية؟

فتح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الباب أمام توسيع خططه لفرض تعريفات جمركية جديدة إذا أعيد انتخابه رئيسا، وقد رجح محللون اقتصاديون أن يتسبب الأمر في اندلاع "حرب تجارية عالمية".

وفي السابق، دعا المرشح الرئاسي الجمهوري إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، بهدف خلق نوع من الحماية الاقتصاد الوطني، لكن خلال تصريحاته حول الاقتصاد في آشفيل بولاية نورث كارولاينا أمس الأربعاء، تحدث ترامب لأول مرة عن طرح رسوم جمركية تتراوح بين 10 و20% على الواردات إلى البلاد.

وسعت حملة ترامب إلى التقليل من أهمية التعليق وقالت إن الرئيس السابق لم يحدد أن التعريفة البالغة 20% ستنطبق على جميع الدول، ومع ذلك، فإن الرقم الجديد يمثل تكثيفا لمقترحات ترامب التجارية، والتي أثارت بالفعل قلق بعض المانحين الجمهوريين الذين يشعرون بالقلق من تعطيل النظام التجاري العالمي وواجهت انتقادات شديدة من المشرعين الديمقراطيين.

التوسع في الرسوم الجمركية 

وقال ترامب يوم الأربعاء: "سنفرض رسوما جمركية بنسبة 10 إلى 20 بالمئة على الدول الأجنبية التي تخدعنا منذ سنوات"، سنفرض عليهم هذه الرسوم "للمجيء والاستفادة من بلدنا".

وقالت جريدة "واشنطن بوست" الأميركية إن تصريحات ترامب بشأن التجارة جاءت في إطار خطاب امتد لأكثر من ساعة بهدف التركيز على الاقتصاد، وحاول التغلب على منافسته الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أنها تكتسب المزيد من الزخم في السباق الرئاسي. 

وكرر ترامب دعواته لإلغاء الضرائب على الإكراميات والضمان الاجتماعي، وقال إنه سيخفض تكاليف الطاقة، كما بالغ في حجم التضخم والإنفاق في ظل إدارة بايدن.

خطط ترامب الاقتصادية

ويمكن أن تجذب ملاحظة التعريفة الانتباه مجددًا إلى الخطط الاقتصادية للرئيس السابق ونهجه في فترة ولايته الأولى تجاه التجارة العالمية، فإن التعريفة الجمركية العالمية بنسبة 10%، إلى جانب تعريفة تصل إلى 60% على الصين والتي يتطلع إليها ترامب أيضًا، ستكلف الأسرة متوسطة الدخل نحو 1700 دولار سنويًا، وفقًا لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، ومقره واشنطن، ما يعني تحميل الأسرة الأميركية المزيد من التكاليف، لكن في نفس الوقت سيسهم في حماية المنتجين المحليين من المنافسة الأجنبية.

وقالت إيريكا يورك، المحللة في مؤسسة الضرائب، وهي مؤسسة ذات توجهات محافظة إن زيادة الرسوم الجمركية إلى 20% "سيضر بالاقتصاد". 

ويرى دوج هولتز إيكين، رئيس منتدى العمل الأميركي، وهو مركز أبحاث ينتمي إلى يمين الوسط إن ترامب ترك الأمر مرنا في مسألة تحديد ما إذا كانت الرسوم 10 أو 20%، ولكن الخط الأساسي هو فرض الرسوم.

وينقل إيكين خشية العديد من قادة الأعمال من إمكانية عدم اتساق السياسة الاقتصادية لترامب من ولاية إلى أخرى، فيقول: "إذا ذهبت إلى تطبيق الرسوم بواقع 10 إلى 20% في ولاية كارولينا الشمالية، فمن سيقول أنك لن تصل إلى 40% في ويسكونسن؟".

ترامب يتهم هاريس بـ"تقليده"

جاء خطاب ترامب حول الاقتصاد قبل يومين من استعداد هاريس لطرح خطتها الاقتصادية الخاصة في رالي بولاية نورث كارولاينا، وبعد أن قالت هاريس في نهاية الأسبوع الماضي إنها لا تدعم أيضًا فرض ضرائب على الإكراميات، اتهمها ترامب بتقليد أفكاره.

وقال: "عندما تطرح كامالا خطتها الاقتصادية المزيفة هذا الأسبوع، فمن المحتمل أن تكون نسخة من خطتي لأن هذا هو ما تفعله في الأساس".

واتجه نائب ترامب، السيناتور جي دي فانس (جمهوري من ولاية أوهايو)، إلى حجة مماثلة يوم الأربعاء، منتقدًا حملة هاريس ووصفها بأنها "منصة مزيفة لا تقدم أي تفاصيل حول كيفية القيام بالأعمال التجارية للشعب".

وعلى الرغم من أن خطاب ترامب يوم الأربعاء وُصف بأنه يركز على الاقتصاد، إلا أنه كثيرًا ما انحرف إلى موضوعات أخرى وشن هجمات شخصية على الرئيس جو بايدن، قائلا إنه كان "غاضبا للغاية" لأنه لم يعد المرشح الديمقراطي للرئاسة، متهما إياه بأنه سيتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة"، كما هاجم هاريس، مطلقا عليها لقب "قيصر الحدود" للسخرية من طريقة معالجتها ملف الحدود حينما كلفها به بايدن قبيل ترشحها.

كما سخر ترامب من ضحكة هاريس، واصفا إياها بـ”ضحكة شخص يعاني من بعض المشكلات الكبيرة". كما أخطأ في نطق اسمها الأول مرارًا وتكرارًا - وهي خطوة وصفها النقاد بأنها محاولة لإضفاء طابع آخر عليها - وعلق على قصة غلاف مجلة تايم الأخيرة عن هاريس. 

يسلط قرار ترامب وهاريس بالحديث عن الاقتصاد في ولاية كارولينا الشمالية الضوء على الأهمية الأوسع للولاية في انتخابات هذا العام. ولم يفز أي ديمقراطي في ولاية كارولينا الشمالية في سباق رئاسي منذ عام 2008، لكن الحزب يبدي اهتماما بالمنافسة هناك في هذه الدورة.

ويظهر متوسط ​​استطلاعات الرأي لجريدة "واشنطن بوست" تفوق ترامب على هاريس بثلاثة نقاط مئوية في الولاية، وكان بايدن يتخلف عن ترامب بخمس نقاط قبل أن ينسحب.

]]>

Previous
Previous

في أحدث استطلاع رأي.. هاريس تتقدم على ترامب بفارق ضئيل

Next
Next

الذعر يضرب روسيا بعد انهيار صورة النصر التي رسمها بوتين