هل كسرت أوكرانيا حاجز الخوف من "نووي" بوتين؟
بعد مرور نحو أسبوعين على الهجوم الأوكراني المباغت داخل الأراضي الروسية، مازال الجيش الروسي غير قادر على استعادة توازنه، وذهبت تعهدات الرئيس فلاديمير بوتين بـ"طرد العدو" أدراج الرياح، بل وفقدت موسكو ورقة طالما "لاعبت" بها الغرب، وهي "التصعيد النووي"
وقال الخبير البريطاني في الأسلحة الكيميائية العقيد هاميش جوردن إنه حتى الآن لم تصدر روسيا أي تهديد باستعمال السلاح النووي ضد أوكرانيا، رغم إخفاق جيشها في التصدي للاختراق الأوكراني في محافظة كورسك.
انهيار خطوط بوتين الحمراء
ويرى جوردن، في مقاله بجريدة "ذا غارديان" البريطانية أن "الخطوط الحمراء" التي وضعها بوتين أصبحت لا تعني شيئا، وقد حان الوقت لقادة الغرب أن يدركوا ذلك، متابعا: "ربما لأنه لا يملك أي خيار نووي من شأنه أن يحل مشكلته الحالية بطريقة سحرية، فلن يساعده على الإطلاق إسقاط قنبلة نووية على الأراضي الروسية" لإيقاف تقدم الأوكرانيين.
وتابع: "ستكافح موسكو للرد بشكل فعال باستخدام الوسائل غير النووية. فقواتها في حالة يرثى لها، ومن الواضح أن سحب الوحدات من داخل أوكرانيا لاحتواء توغل كورسك من شأنه أن يضعف أو يوقف هجومها الحالي، أو حتى يتسبب في انهيار الخطوط الروسية.. لقد فقدت روسيا تماماً الإحساس بالزخم الذي كانت تتمتع به عندما وضعت الأساس للغزو".
وأكمل: "لا شيء الآن يمنع الغرب من مواصلة دعم كييف. إن أوكرانيا قادرة على تحقيق النصر في الحرب بشكل كامل، وطرد القوات الروسية من أراضيها، ووقف إراقة الدماء على الجانبين، وقهر طاغية آخر عازم على إخضاع أوروبا الغربية دون خوف من التصعيد والهجوم النووي".
القوات الأوكرانية تواصل التقدم
ميدانيا، دمرت القوات الأوكرانية جسرا ثانيا عبر نهر سيم في منطقة كورسك الروسية، بعد أيام فقط من استهداف معبر منفصل في نفس المنطقة التي تواصل فيها كييف هجومها الكبير عبر الحدود، حسب "بوليتيكو" الأميركية.
وفي منشور على تطبيق تلغرام صباح الأحد، نشر قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشوك مقطع فيديو يظهر المنطقة بعد الضربة الثانية.
وكتب أوليشوك أن القوات الجوية الأوكرانية "تواصل حرمان العدو من قدراته اللوجستية بضربات جوية دقيقة، مما يؤثر بشكل كبير على مسار الأعمال العدائية".
ويأتي الهجوم الأخير بعد تدمير جسر طريق في منطقة غلوشكوفسكي يوم الجمعة، عبر نهر سيم أيضًا، وقد أكد أليكسي سميرنوف، القائم بأعمال حاكم كورسك، وقوع هجوم الجمعة على تيليجرام دون تقديم تفاصيل.
وقالت قناة "ماش" الموالية للكرملين، إن الضربتين لم تتركا للجيش الروسي سوى جسر واحد في منطقة غلوشكوفسكي في منطقة كورسك أوبلاست، مما حد من جهود موسكو لإعادة الإمداد.،وتم تدمير الجسرين بصواريخ هيمارس، بحسب "ماش".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء السبت، إن القوات الأوكرانية تعزز مواقعها في منطقة كورسك، كما أكد قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أفاد أن القوات الأوكرانية واصلت تقدمها وأخذت المزيد من الجنود الروس كأسرى حرب.
]]>