سباق الرئاسة الأميركية: ترامب يراهن على الشباب وهاريس تتودد للشابات

مع دخول السباق الرئاسي الأميركي أمتاره الأخيرة، يراهن المرشح الجمهوري دونالد ترامب على الشباب من أجل حسم الانتخابات لصالحه، في المقابل تواصل منافسته الديمقراطية توددها للشابات الناخبات

ويركز كل مرشح على زيادة نسبة المشاركة بين المجموعة التي يحتاج دعمها بشدة للفوز بها، ويمكن أن تؤدي أي زيادة ولو بنقاط قليلة أي من المجموعتين إلى تحديد مصير السباق، وفق "وول ستريت جورنال".

وأظهر الاستطلاع الوطني النهائي للمسابقة الذي أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" تفضيل الرجال ترامب بفارق 18% عن هاريس، التي تتفوق وسط النساء بنسبة 16%، لكن الطرفين يتعادلان بشكل عام في السباق.

تحدي أمام ترامب

بالنسبة لترامب، يتمثل التحدي في أن الشباب على وجه الخصوص يصوتون بمعدلات أقل بكثير من العديد من المجموعات الديموغرافية الأخرى، وهم أكثر عرضة من الأجيال الأكبر سنا وأقرانهم من الإناث للابتعاد عن السياسة، ويشعرون بخيبة أمل متزايدة في مؤسسات البلاد، وفقا للباحثين ومحللي الانتخابات.

وزاد تصويت الشباب في الانتخابات الرئاسية عام 2020، لكنه تضاءل مقارنة بنسبة الناخبين الأكبر سنا الذين حضروا إلى صناديق الاقتراع، وفي عام 2020، كان الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا هم الفئة العمرية الأقل احتمالية للتصويت، مع تصويت ما يزيد قليلاً عن نصف تلك المجموعة في ذلك العام، وفقًا لاستطلاعات مكتب الإحصاء الأميركي، وفي تلك الفئة العمرية، قال عدد أقل من الرجال إنهم صوتوا في عام 2020 مقارنة بالنساء، بينما أفاد نحو ثلاثة أرباع الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 عامًا أنهم صوتوا في عام 2020.

وقال جومبيت ناخاباكورن، 23 عاماً، وهو مستشار في "ميلووكي" حضر تجمع ترامب هناك مساء الجمعة: "كان علي أن أطلب من اثنين من أصدقائي الخروج والتصويت.. إنهم يقولون: هل يجب علي التصويت؟ هل هذا استغلال جيد لوقتي؟".

وطوال حملته الرئاسية، بذل ترامب قصارى جهده لجذب الشباب، من الظهور في مؤتمر للأحذية الرياضية في فيلادلفيا وحدث بطولة القتال النهائي في نيوجيرسي، إلى الظهور في البث الصوتي لـ"جو روجان"، وحصل يوم الخميس على تأييد الملاكم والمؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي جيك بول، الذي لديه 20 مليون مشترك على موقع يوتيوب، ويمكن أن تساعد هذه الاستراتيجية في تعويض الميزة الكبيرة التي تتمتع بها هاريس لدى الناخبات.

الشباب يرفضون الحزب الديمقراطي

وفي مقابلات مع عشرات الشباب في جميع أنحاء البلاد في الأشهر الأخيرة، قال البعض إنهم لا يرون مكانًا لأنفسهم في الحزب الديمقراطي اليوم، وقال آخرون إنهم منجذبون إلى نهج ترامب السياسي، وأعرب الكثيرون عن تركيزهم في المقام الأول على مواردهم المالية، ويرون أن ترامب سيبذل المزيد من الجهد لتحسين أوضاعهم الاقتصادية، كما يؤيد آخرون خطة المرشح الجمهوري لمواجهة الهجرة غير الشرعية.

قال لوك ميهاك، 25 عاما، مدرس التربية البدنية في مدرسة ثانوية في ضواحي ميلووكي، إنه لم يكن من مؤيدي ترامب، لكنه غير رأيه خلال رئاسة جو بايدن، وقال إن العديد من الرجال في مثل عمره يتحركون في نفس الاتجاه، وأضاف: "إنهم (مؤيدي ترامب) في الغالب رجال.. هم أكثر اهتمامًا بترامب، إنه رجل يتحدث بطريقة تجلب الاحترام، وتنال إعجاب الكثير من الرجال".

وأوضح أن جميع أقرانه لا يعتزمون التصويت، متابعا "كنت في محادثة جماعية مع مجموعة من ثمانية أو تسعة أصدقاء منذ المدرسة الثانوية، اثنان أو ثلاثة منهم لن يصوتوا، وبعضهم يقول إنهم لا يهتمون في كلتا الحالتين".

وأكد أن القضية الأهم التي يهتم بها هي الهجرة، معقبا: "أنا أحب الهجرة، وأعتقد أنها سبب في جعل أميركا مميزة، حيث تنصهر في بوتقتها كل الثقافات المختلفة، لكن لا أريد أن يأتي المجرمون والقتلة إلى" البلاد.

هاريس تركز على النساء

في الأيام الأخيرة من الانتخابات، تركز هاريس جزئيًا على مشاركة النساء، اللاتي من المرجح أن يصوتن إحصائيًا أكثر من الرجال، ويراهن استراتيجيو حملتها على أن حقوق الإجهاض ومنح المرأة حرية التصرف في أجسادها هي رسائل تحفيزية للنساء أكثر من حجة ترامب الختامية للرجال.

ووجدت دراسة استقصائية كبيرة للناخبين الشباب أصدرها مؤخرا معهد السياسة في جامعة هارفارد أن هاريس تتقدم على ترامب بفارق 20 نقطة بين الناخبين المسجلين تحت سن الثلاثين. ومن بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 عاما والذين يقولون إنهم سيصوتون بالتأكيد، تتقدم هاريس على ترامب. 55% إلى 38%. ويتفوق ترامب بقوة على هاريس بفارق 11 نقطة بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما والذين هم أقل ثقة بشأن التصويت، مما يجعل إقبال الشباب الذكور عاملا حاسما بالنسبة للرئيس السابق.

وقال جون ديلا فولبي، مدير استطلاعات الرأي في معهد السياسة: “إذا كان لديك جمهور ناخب تقليدي، فإن هاريس ستفوز بالشباب، على الأرجح بأرقام مضاعفة، لكن إذا وسع ترامب جمهوره من الناخبين بطرق مماثلة لما فعله في عام 2016، فقد تكون القصة مختلفة، وقدر بأن ترامب يمكنه أن يحصل على زيادة في أصوات الشباب بزيادة تتراوح بين 5 إلى 7% عما فعله في عام 2020.

وتابع: "هؤلاء الشباب يخبروننا أنهم ساخطون على السياسة، إنهم متشككون بشكل لا يصدق، وهم من بين الأكثر تشككا بيننا، لذا فإن تشجيعهم على المشاركة في مؤسسة لا يثقون بها أمر صعب".

]]>

Previous
Previous

ترامب وهاريس يسابقان الزمن لكسب أصوات الولايات المتأرجحة

Next
Next

بمشاركة 74 مليون.. إقبال كبير على التصويت المبكر في انتخابات الرئاسة الأميركية