"لسنا وحدنا".. شهادة جديدة أمام "الكونغرس" حول "الفضائيين"
مجددا، كان "الكونغرس" على موعد مع شهادات لمسؤولين حكوميين وعسكريين أميركيين سابقين بشأن ظاهرة "الأجسام الطائرة" الغامضة، التي طالما كانت محل نقاشات عديدة ليس فقط في الولايات المتحدة بل وحول العالم، فهل حقنا نحن لسنا وحدنا في هذا الكون؟
وقال الأدميرال المتقاعد بالبحرية الأميركية، تيم جالوديت، في شهادته أمس الأربعاء، إنه رأى خلال خدمته مقطع فيديو لجسم طائر لا يمكن تفسيره، معلقا: "يجب ألا نغض الطرف، ولكن علينا أن نواجه هذا الواقع الجديد بجرأة ونتعلم منه".
وتعتبر جلسة الاستماع التي عقدتها لجنتان فرعيتان للرقابة بمجلس النواب هي الأحدث في مساعي الكونغرس لتحقيق الشفافية بشأن الأجسام الطائرة المجهولة، حيث زعم شهود أنهم رأوا ظواهر جوية غير قابلة للتفسير، وأن حكومة الولايات المتحدة اتخذت خطوات "لحماية ما تعرفه"، أي إبقائه سرا.
وعقد الكونغرس في عام 2022 أول جلسة استماع بشأن الأجسام الطائرة المجهولة – ما يسميه "الظواهر الشاذة غير المحددة" واختصارا باللغة الإنجليزية "UAP".
ومنذ ذلك الحين، استمع المشرعون والجمهور إلى مسؤولين عسكريين ومخابرات شهدوا بأنهم رأوا تلك الظواهر وأنها قد تشكل خطرا على الأمن القومي.
ولم يستجب البنتاغون لطلب التعليق من جريدة "وول ستريت جورنال" حول الأمر، لكنها قالت سابقًا إنه لا يوجد دليل على أن مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة هي "مركبات فضائية غريبة"، وقد بدأت الحكومة الفيدرالية في الكشف عن بعض المعلومات حول "الظواهر الشاذة غير المحددة"، وتقوم عدة فروع بالتحقيق في هذه الظاهرة.
شهادة حول "الفضائين"
وقال الأدميرال جالوديت إنه حصل لأول مرة على تأكيد بأن الظواهر الفضائية حقيقية في عام 2015 أثناء عمله في البحرية، حينها تلقى رسالة بالبريد الإلكتروني من ضابط من قيادة قوات الأسطول الأميركي تحتوي على مقطع فيديو لجسم طائر التقطته طائرة تابعة للبحرية أثناء قيامها بتدريبات.
وقال جالوديت إن الجسم الطائر الذي ظهر في الفيديو له "خصائص طيران وهيكلية لا تشبه أي شيء في ترسانة" الولايات المتحدة العسكرية.
وأضاف أنه في اليوم التالي، اختفى البريد الإلكتروني من حساباته وحسابات آخرين دون تفسير، مؤكدا أنه لم يناقش أي مسؤول رفيع المستوى ما حدث في ذلك اليوم.
وقالت النائبة الجمهورية نانسي ميس من ولاية كارولينا الجنوبية، رئيسة إحدى اللجان الفرعية، في كلمتها الافتتاحية إن بعض الناس لا يريدون عقد جلسة الأربعاء لأنهم يخشون مما قد يتم الكشف عنه، ولم تحدد من هم هؤلاء الأشخاص، وأضاف مايس: "لكننا وقفنا بثبات.. لن يمنعني أي قدر من الضغط الخارجي من متابعة موضوع ما".
"لسنا وحدنا في الكون"
وشهد لويس إليزوندو، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع، أن الولايات المتحدة وبعض خصومها يمتلكون تكنولوجيا "فضائية" في السر "لإخفاء حقيقة أننا لسنا وحدنا في الكون".
وقال إليزوندو: "دعوني أكون واضحا.. الظواهر الفضائية الغريبة حقيقية، مضيفاً أن الكثير من أعماله الحكومية لا تزال سرية، وعقب أن تلك الأجسام الفضائية الغريبة، التي تملك "تقنيات متقدمة لم تصنعها حكومة الولايات المتحدة أو أي حكومة أخرى حول العالم"، تراقب المنشآت العسكرية الحساسة في جميع أنحاء كوكبنا.
برنامج سري خاص بالفضائيين
وفجر إليزوندو مفاجأة بأن كشف عن امتلاك الحكومة الأميركية برنامجا سريا خاص بالفضائيين "في محاولة لتحديد مركباتهم الطائرة، وحيازة التكنولوجيا الخاصة بها بل ونسخها بالهندسة العكسية" إن أمكن.
وقال إليزوندو إن البعض في الحكومة ينتقمون ممن يتحدثون عن الأمر إما بمضايقتهم أو محاولة تدمير مصداقيتهم، وحث الكونغرس والإدارة القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب على أن يكونوا أكثر شفافية بشأن البرامج الحكومية الخاصة بالفضائيين.
واستطرد: “أعتقد أننا كأميركيين قادرون على التعامل مع الحقيقة.. أعتقد أيضًا أن العالم يستحق (معرفة) الحقيقة".
تقرير البنتاغون عن "الأجسام الطائرة المجهولة"
وفي تقرير صدر مارس الماضي، قال البنتاغون إن الأجسام الطائرة المجهولة التي يراها البشر ليست من خارج هذا العالم، بل إنها "أشياء عادية" مثل الطائرات بدون طيار أو الصواريخ أو الطيور.
وأضافت وزارة الدفاع أيضًا أن بعض الأجسام الغريبة كانت أنظمة جوية حديثة أو صواريخ تجريبية جديدة، "ولا يوجد تستر من جانب الحكومة الأميركية لإخفاء الأجسام الطائرة المجهولة خارج كوكب الأرض أو بقايا الكائنات الفضائية التي بحوزتها".
ومع ذلك، هناك بعض الظواهر التي تفتقر إلى تفسيرات ملموسة، فخلال عام 2021، أصدر مكتب مدير المخابرات الوطنية تقريرًا يستعرض عشرات التقارير عن الأجسام الطائرة الغامضة بين عامي 2004 و2021.
وحدد التقرير العديد من الأجسام التي يبدو أنها تستخدم تكنولوجيا تتجاوز القدرات المعروفة للتكنولوجيا الأمريكية أو التكنولوجيا المعادية.
يشار إلى أن شون كيركباتريك، المسؤول السابق في "بنتاغون" عن دراسة "الظواهر والأجسابم الطائرة الغريبة"، أكد في شهادة العام الماضي أن مكتبه درس نحو 800 حالة جرى الإبلاغ عنها في الفترة من 1996 إلى 2023، فقط نسبة صغيرة منها "كانت حالات شاذة لا يمكن تفسيرها".
]]>