ستقدمها "كهدية" لترامب.. تفاصيل خطة إسرائيل لوقف القتال في لبنان

كشفت "واشنطن بوست" عن تفاصيل لقاء مساعد مقرب لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، حيث قال المُساعد إن إسرائيل تعمل بقوة على دفع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، كي تمنح ترامب "نجاحا مبكرا" في ملفات السياسة الخارجية، بالتزامن مع بدء ولايته الجديدة.

وكان رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو، قد جعل من منتجع مارالاغو، وهو مقر ترامب، محطته الأولى في جولته الأميركية، قبل أن يتوجه إلى البيت الأبيض لإطلاع مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن على أحدث التطورات في محادثات الوضع في لبنان.

هدية لترامب

وقال مسؤول إسرائيلي، تحدث إلى "واشنطن بوست" شريطة عدم ذكر اسمه: "هناك تفاهم بأن إسرائيل ستقدم هدية لترامب… وأنه في يناير سيكون هناك تفاهم بشأن لبنان". 

وأوضح مكتب ديرمر للجريدة الأميركية أنه ناقش مجموعة واسعة من القضايا خلال رحلته لكن دون ذكر التفاصيل، ورفض مكتب نتنياهو والمتحدث باسم ترامب التعليق.

وسبق أن أعلن ترامب رغبته في إنهاء الحروب في الشرق الأوسط، لكنه طلب أيضًا من نتنياهو في مكالمة هاتفية الشهر الماضي أن "يفعل ما عليه فعله" ضد حزب الله وحماس، ومن غير الواضح ما هو تأثير المقترح الخاص بلبنان، الذي تمت مناقشته في مارالاغو، على وقف إطلاق النار في قطاع غزة وعقد صفقة لإطلاق سراح الرهائن.

وقال فرانك لوينشتاين، المبعوث الأميركي المعني بالمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية في عهد الرئيس باراك أوباما والذي خدم خلال الفترة الانتقالية إلى إدارة ترامب الأولى، إن "نتنياهو ليس لديه ولاء لبايدن وسيركز بالكامل على كسب تأييد ترامب". 

وقال نتنياهو في بيان الأحد الماضي إنه تحدث مع ترامب ثلاث مرات في الأيام الأخيرة وأنهما متفقان على وجود "فرص كبيرة" أمام إسرائيل، خاصة في "تعزيز السلام"، وهو تصريح ملفت للنظر بعد أكثر من عام من الحرب المدمرة في غزة وإسرائيل، وبعد ستة أسابيع من انطلاق العملية البرية ضد حزب الله في جنوب لبنان.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي يخطط لاستقبال عصر جديد في واشنطن قبل وقت طويل من يوم الانتخابات في الخامس من نوفمبر، وظل على اتصال منتظم مع ترامب، وفقا للمسؤول الإسرائيلي.

التطبيع مع السعودية

ومن المتوقع أن يلعب كبير مستشاري ترامب خلال ولايته الأولى، جاريد كوشنر كوشنر دورا استشاريا في حال إجراء مفاوضات مستقبلية بشأن التطبيع الإسرائيلي مع السعودية، حتى لو لم يتم تعيينه في منصب رسمي بالبيت الأبيض، بحسب مسؤول سابق في ترامب.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن المحادثات في مقر إقامة ترامب بفلوريدا يوم الأحد ركزت على اقتراح إسرائيلي لوقف إطلاق النار في لبنان يتضمن تعاونا غربيا وروسيا. 

وأضاف مسؤول عسكري إسرائيلي إنه يجري وضع خطط أيضا لتكثيف العمليات البرية في لبنان إذا انهارت المحادثات في نهاية المطاف.

وتتطلب شروط الاتفاق، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين، انسحاب مقاتلي حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.

وقال مقرب من حزب الله لـ"واشنطن بوست" إن الجماعة ستكون مستعدة لسحب مقاتليها شمال الليطاني كجزء من وقف مؤقت لإطلاق النار، بينما أشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن الجيش اللبناني سيتولى السيطرة على المنطقة الحدودية لفترة أولية مدتها 60 يوما، بإشراف الولايات المتحدة وبريطانيا.

ويرى لوينشتاين أن نتنياهو قد يهدف إلى التوصل إلى اتفاق مؤقت حاليا، مما يترك التسوية النهائية لترامب لينسب الفضل إليها.

وأضاف "الشيء الوحيد الذي يهتم به نتنياهو أكثر من ترامب هو سياسته الداخلية، وإعادة المدنيين الإسرائيليين إلى الشمال هو هدف رئيسي قد لا يرغب في الانتظار" لتحقيقه.

وتتشابه الخطوط العريضة للاتفاق الذي يجري تشكيله مع تلك التي تم التوصل إليها في الجولات السابقة من المفاوضات وتتوافق مع رغبة ترامب المعلنة في وضع حد للحرب المتعددة الجبهات التي تشنها إسرائيل، لكن الخطة لم يتم تقديمها رسميًا بعد إلى حزب الله، وفقًا لمسؤولين في كلا البلدين. . ويدعو الاقتراح إلى أن يكون الجيش الإسرائيلي قادراً على العمل عبر الحدود في حالة حدوث انتهاكات – وهو أمر غير مقبول بالنسبة للمسؤولين اللبنانيين.

وقال يسرائيل زيف، الرئيس السابق لمديرية العمليات في جيش الدفاع الإسرائيلي، والذي لا يزال على اتصال مع أعضاء رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية: "كانت هذه صفقة انتظر نتنياهو منحها لترامب"، مكملا: "لكن الانتظار كان له ثمنه"، في إشارة إلى أن حزب الله استعاد توازنه في الأسابيع الأخيرة، وقتل المزيد من الجنود الإسرائيليين في الجنوب، بعد سلسلة من الضربات المدمرة لقيادته العليا وشبكة اتصالاته.

وبعد اجتماعاته في مارالاغو، التقى ديرمر يومي الاثنين والثلاثاء مع مسؤولي بايدن في واشنطن، بما في ذلك عاموس هوشستين، المبعوث الخاص للرئيس إلى لبنان، وفقًا لمسؤول أمريكي كبير.

وأشار المسؤول الكبير إلى أن نتنياهو لا يزال منخرطا مع الإدارة في عملية وقف إطلاق النار في لبنان. وقال مسؤول أمريكي ثان إن فريق بايدن لا يزال يقوم بكل العمل بشأن الاتفاق المحتمل وإنه تم إحراز تقدم.

ويبدو أن هناك عامل جديد في خطة إسرائيل لوقف القتال في لبنان وهو "روسيا"، الدولة التي أدت علاقاتها مع ترامب إلى تعقيد فترة ولايته الأولى. ووفقا للمسؤول الإسرائيلي، فإن الاقتراح يدعو موسكو إلى منع حزب الله من إعادة التسلح عبر الطرق البرية السورية، والتي كانت لسنوات القناة الرئيسية للأسلحة من إيران، الراعي الرئيسي للجماعة المسلحة.

وزار مسؤولون روس إسرائيل في 27 أكتوبر لمناقشة الخطة، بحسب المسؤول الإسرائيلي، وقال المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون إن ديرمر قام برحلة سرية إلى روسيا الأسبوع الماضي لإجراء مناقشات للمتابعة.

ولم ترد وزارة الخارجية الروسية على طلب للتعليق، وقال مسؤول أميركي إن روسيا لن تشارك في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار أو الإشراف عليه.

وحول الادعاءات حول انخراط موسكو في الملف، قال لوينشتاين: "من الممكن أن يكون كلا وجهتي النظر صحيحتين.. لا يوجد دور للروس الآن في عهد بايدن، لكن ستمتع بدور كبير لاحقًا عندما يتولى ترامب".

حافظت روسيا، حليفة إيران، على وجودها في سوريا منذ اجتياحها خلال الحرب الأهلية في البلاد لدعم الرئيس بشار الأسد، حيث عملت جنباً إلى جنب مع حزب الله لسحق الانتفاضة المسلحة ضد حكومته بوحشية. والآن، يبدو أن إسرائيل تعتمد على روسيا للضغط على الرئيس السوري لقطع خطوط الإمداد عن حزب الله، وقال الشخص المقرب من المجموعة: "حزب الله محاصر".

وتعتقد إسرائيل أن القوة القتالية لعدوها قد ضعفت إلى حد التسوية. وقال زيف إنه إذا قبل حزب الله بالاتفاق، فإنه سيدخل حيز التنفيذ "بسرعة كبيرة"، لأن هناك توقعات بأن محاولات انتهاكه ستكون فورية أيضًا.

وبالتوازي مع الهجوم الدبلوماسي الذي قام به ديرمر، يستعد الجيش الإسرائيلي لمرحلة ثانية من عمليته البرية، وفقا لمسؤول عسكري إسرائيلي، في حالة انهيار المحادثات. وفي الأيام الأخيرة، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية لبنان بغارات.

وقال المسؤول العسكري: "لقد حرمنا حزب الله من قدرته على مهاجمتنا" كما كان يمكن أن يفعل قبل الحرب، لكن "هناك دائما المزيد للقيام به"، حسب تعبيره.

وأكد كل من الجيش الإسرائيلي وحزب الله أن ساحة المعركة تظل الجبهة الرئيسية في المفاوضات، وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الإثنين، إن هذا هو العامل الوحيد القادر على "تغيير المعادلات السياسية".

]]>

Previous
Previous

سمح لأوكرانيا بقصف روسيا بصواريخ بعيدة المدى.. هل تعمد بايدن "صناعة أزمة" لترامب؟

Next
Next

"لسنا وحدنا".. شهادة جديدة أمام "الكونغرس" حول "الفضائيين"