هل ترفع أميركا هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب؟

هل يتغير موقف واشنطن من أكبر فصيل معارض في سورية وهو هيئة تحرير الشام وتستبعده من قائمة الإرهاب؟ هذا هو السؤال الذي يدور في أذهان كبار مسؤولي الأمن القومي في الولايات المتحدة خلال الفترة الحالية.

وكشف جريدة "بوليتيكو" الأميركية عن حالة "الجدل" الدائرة حاليا في واشنطن بشأن هيئة تحرير الشام، وفق ما كشفه أربعة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين مطلعين على المناقشات، حيث قال أحد المسؤولين الحاليين: "هناك تدافع كبير لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا شطب الهيئة من القائمة، وكيف ومتى".

ووضعت هيئة تحرير الشام، التي يقودها أحمد الشرع، المكنى أبو محمد الجولاني، على قائمة المنظمات المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، لارتباط الجولاني سابقا بتنظيم القاعدة لسنوات، لكنه قطع علاقاته معه وندد به في عام 2016.

وبموجب القانون الأميركي، يمكن لوزير الخارجية أن يصنف الجماعات كمنظمات إرهابية أجنبية إذا انخرطت في الإرهاب أو هددت أمن الولايات المتحدة، وإن تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية يعرض الجماعة ومؤيديها النشطين للعقوبات والملاحقة الجنائية، ويمكن للرئيس أن يقرر صراحة حذف منظمة من القائمة، كما يسمح القانون الأمريكي لوزير الخارجية إلغاء التصنيف في أي وقت، لكن مثل هذا القرار لا يأتي في كثير من الأحيان إلا بعد مداولات داخلية مطولة بين مسؤولي الأمن القومي.

لا أحد يحزن على الأسد في أميركا

وقالت "بوليتيكو" إنه لا أحد في واشنطن يحزن على سقوط الأسد، "الدكتاتور الوحشي المتورط في فظائع واسعة النطاق وجرائم حرب"، ولا على النكسات الكبرى التي يعنيها سقوطه لإيران وروسيا، "لكنهم يتساءلون أيضًا عما إذا كان الجولاني هو الزعيم الانتقالي المعتدل الحقيقي كما يقول" أم لا.

وتابعت: "العلامات المبكرة مطمئنة، فقد أعلنت هيئة تحرير الشام أنها تتعاون مع رئيس الوزراء السوري، محمد غازي جلالي، لتشكيل حكومة انتقالية في ما يعتبر (حتى الآن) انتقالاً سلمياً نسبياً منذ الإطاحة بالأسد، كما عفت المجموعة عن جميع المجندين وجنود الاحتياط السوريين، ووعدت بأنها لن تخبر النساء كيف يرتدين ملابسهن، لكن العلامات المبكرة ليست كل شيء".

شكوك في واشنطن

وبحسب الجريدة الأميركية، "هناك شكوك" في واشنطن، خاصة في الدوائر الجمهورية قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير.

وصرح غابرييل نورونها، المسؤول السابق في إدارة ترامب والذي عمل في السابق: "تقول الكثير من الجماعات الشيء الصحيح عند وصولها إلى السلطة لأنها تشعر بالقلق من أن قبضتها على السلطة هشة، وبعد ذلك بمجرد توطيد سلطتها تركز على تنفيذ أيديولوجيتها". 

واتخذ كبار المسؤولين في إدارة بايدن حتى الآن نهج الانتظار والترقب، قائلين إنهم سيراقبون ما تفعله هيئة تحرير الشام للوفاء بوعودها المبكرة، ويبدو أن المملكة المتحدة تفعل الشيء نفسه، جنباً إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي، وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أنور العنوني: "بينما تتحمل هيئة تحرير الشام مسؤوليات أكبر، سنحتاج إلى تقييم ليس فقط كلماتهم، ولكن أيضًا أفعالهم".

خروج سوريا من تحت العقوبات الغربية

وسيؤثر تصنيف الولايات المتحدة لهيئة تحرير الشام على أنها إرهابية على كيفية خروج سوريا ما بعد الأسد الجديدة من تحت العقوبات الغربية، ويميل الرؤساء الأمريكيون - والمشرعون - إلى اتخاذ إجراءات أكثر دقة فيما يتعلق برفع العقوبات بدلاً من فرضها، نظراً لرد الفعل السياسي المحتمل، وفق "بوليتيكو".

وقد تعتمد قدرة الرئيس على رفع العقوبات أيضًا على ما إذا كان هناك تشريع ينص على فرض تلك العقوبات ومدى تقييد هذا القانون ليديه في رفع العقوبات، وهذا ينطبق على كل من بايدن وترامب.

وقال مسؤول الأميركي السابق والخبير في قضايا العقوبات ديقيد مورتلوك لـ"بوليتيكو"، "من المرجح أن يرغب الرئيس (ترامب) في التأقلم مع أي نظام جديد في سوريا قبل إجراء تغييرات على العقوبات الأمريكية، من أجل الحفاظ على النفوذ الذي توفره له العقوبات وتجنب مكافأة أي حكومة جديدة لها علاقات قوية مع الجماعات الإرهابية".

]]>

Previous
Previous

لارتكابهم جرائم حرب.. أميركا تطارد رجال الأسد

Next
Next

“وحيدا ومعزولا".. هكذا أمضى الأسد لحظاته الأخيرة في الحكم