لارتكابهم جرائم حرب.. أميركا تطارد رجال الأسد
بدأت الولايات المتحدة في مطاردة مسؤولين في نظام بشار الأسد، الذي سقط مطلع الأسبوع الجاري، بعد عملية خاطفة لقوات المعارضة السورية.
وكشفت وزارة العدل الأميركية عن توجيه لوائح اتهام إلى مسؤولين كبيرين في النظام هما ضابطا المخابرات الجوية السورية السابقان جميل حسن 72 عاماً، وعبد السلام محمود، 65 عاماً.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إن المتهمين "تورطا في ارتكاب معاملات قاسية ولا إنسانية بحق المدنيين، وبينهم مواطنون أميركيون، خلال السنوات الماضية"، حيث كانا مسؤولين عن المعتقلين في مطار المزة العسكرية "سجن المزة" قرب دمشق، وصدرت الأوامر بالقبض عليهما.
محاسبة مرتكبي الفظائع
ودعا المدعي العام الأميركي ميريك ب. جارلاند إلى محاسبة "مرتكبي الفظائع" من رجال نظام الأسد ضد الأميركيين وغيرهم من المدنيين، على ما ارتكبوه من "جرائم بشعة"، مشيرا إلى أن المسؤولين تورطا في "جلد ضحاياهم وركلهم وصعقهم بالكهرباء وإحراقهم؛ وتعليقهم من معصميهم لفترات طويلة من الزمن؛ وتهديدهم بالاغتصاب والموت؛ وأخبارهم كذباً أن أفراداً من عائلاتهم قد قُتلوا".
وأكد أن وزارة العدل الأميركية "تتمتع بذاكرة طويلة"، ولن تتوقف أبدًا عن البحث عن كل من عذبوا الأميركيين من أجل تقديمهم إلى العدالة.
وقالت نائبة المدعي العام ليزا موناكو: "ربما يكون نظام الأسد قد سقط، لكن التزامنا بالمحاسبة مستمر بلا هوادة".
جرائم لاإنسانية
وأكد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي إن المتهمين "أشرفا على الاستخدام المنهجي للمعاملة القاسية واللاإنسانية ضد أعداء النظام السوري، بما في ذلك المواطنين الأميركيين، وإن المكتب ملتزم بالعمل مع شركائه في مجال إنفاذ القانون بجميع أنحاء العالم لضمان محاسبة مجرمي الحرب المزعومين على أفعالهم وتحقيق العدالة لضحايا هذه الفظائع".
وقالت النائبة الرئيسية لمساعد المدعي العام نيكول إم أرجنتيري، رئيسة القسم الجنائي بوزارة العدل إن "جرائم الحرب، مثل التعذيب الموصوف في لائحة الاتهام هذه، تضرب حقوق الإنسان الأساسية التي نتقاسمها جميعاً، وتُظهر لائحة الاتهام التاريخية هذه – وهي الثانية التي يتم تقديمها بموجب قانون جرائم الحرب الأمريكي – التزام وزارة العدل بمواصلة محاسبة أولئك الذين يرتكبون جرائم حرب وغيرها من الفظائع أينما وقعت.
وشدد القائم بأعمال المدعي العام الأمريكي موريس باسكوال للمنطقة الشمالية من ولاية إلينوي على أن" الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان المنصوص عليها في لائحة الاتهام هذه يجب ألا تمر دون عقاب.. وسيظل مكتب المدعي العام للولايات المتحدة في شيكاغو ملتزما بثبات بتحقيق العدالة لضحايا هذه الجرائم الشنيعة، بغض النظر عن مكان وجود الجناة أو المدة التي يستغرقها ذلك".
وقال الوكيل الخاص المسؤول دوجلاس س. ديبوديستا من مكتب مكتب التحقيقات الفيدرالي الميداني في شيكاغو: "إن انتهاكات حقوق الإنسان هي من بين أفظع الجرائم التي يحقق فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي، وهذه لائحة الاتهام التاريخية تخلد ذكرى التزامنا بالمساءلة والعدالة". "هذا التحقيق الذي استمر لعدة سنوات هو تتويج للعمل الدؤوب الذي قام به موظفو مكتب التحقيقات الفيدرالي، سواء في الولايات المتحدة أو خارجها، وشجاعة عدد لا يحصى من الضحايا والشهود المتضررين من نظام الأسد في سوريا."
ووفقاً للائحة الاتهام، كان حسن مديراً للمخابرات الجوية السورية وأشرف على شبكة من مرافق الاحتجاز، بما في ذلك سجن المزة في دمشق، حيث تم احتجاز المدنيين الذين يُنظر إليهم على أنهم معارضون للنظام السوري وتعرضوا لمعاملة قاسية وغير إنسانية. كان محمود عميداً في المخابرات الجوية السورية وكان يدير العمليات في سجن المزة.
الاتهامات الموجهة لضابطي المخابرات الجوية
وجاء في لائحة الاتهام أنه في الفترة ما بين يناير/كانون الثاني 2012 ويوليو/تموز 2019، تآمر حسن ومحمود لترهيب وتهديد ومعاقبة وقتل الأشخاص المحتجزين في سجن المزة المشتبه في مساعدة أو دعم معارضي النظام، مثل أولئك الذين احتجوا، وقدموا الرعاية الطبية لمساعدة معارضي النظام، أو انتقاد النظام علناً.
ووفقاً للائحة الاتهام، فإن المعتقلين في عهدة المتهمين، ومن بينهم مواطنون أمريكيون، تعرضوا للضرب بلا رحمة والصعق بالكهرباء وإزالة أظافر أقدامهم. ويُزعم أيضاً أن المعتقلين عُلِّقوا من معصميهم في السقف وأُحرقوا بالحامض. ويُزعم أن المتهمين تآمروا لخلق جو من الرعب في المزة، وإجبار المعتقلين على الاستماع إلى صراخ السجناء المعذبين ومشاركة الزنازين مع جثث معتقلين آخرين، بينما هدد الحراس بالقتل والاعتداء الجنسي على أفراد عائلاتهم. ويُزعم أيضاً أن المعتقلين حُرموا من الغذاء الكافي والماء والرعاية الطبية.
ووجهت للمتهمين تهمة التآمر لارتكاب جريمة حرب تتمثل في المعاملة القاسية واللاإنسانية. وفي حالة إدانتهم، يواجه كل من المتهمين عقوبة قصوى بالسجن مدى الحياة، وسيحدد قاضي محكمة المقاطعة الفيدرالية أي حكم بعد النظر في إرشادات إصدار الأحكام الأمريكية والعوامل القانونية الأخرى.
فرض عقوبات على والد زوجة الأسد
كما أعلنت الولايات المتحدة الإثنين فرض عقوبات على فواز الأخرس والد زوجة بشار الأسد.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إدراج فواز الأخرس على لائحة العقوبات بسبب "تقديمه دعما وتسهيلات لبشار الأسد في ما يتعلق بالمسائل المالية والتهرب من العقوبات".
وولد الأخرس في مدينة حمص في سبتمبر 1946، وهو يحمل الجنسيتين السورية والبريطانية، بحسب قائمة وزارة الخزانة للأفراد الخاضعين للعقوبات، وهو طبيب متخصص في أمراض القلب، ومارس الطب في لندن، حيث ولدت ابنته أسماء زوجة الرئيس الأسد، وكان الأخرس الذي يسكن في منزل غرب لندن، قد أدرج على لائحة عقوبات أميركية عام 2020 إلى جانب أسماء وزوجته سحر وعدد من أفراد الأسرة الآخرين، حسبما ذكرت "فرانس برس".
]]>