رغم "الشراكة الاستراتيجية".. "أزمة ثقة" بين روسيا وإيران

نحو شهر مضى على اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران، لكن منذ ذلك الحين وينظر جمهور عريض من الإيرانيين بشيء من الريبة نحو موسكو، عززتها المحادثات رفيعة المستوى التي جرت بين الأخيرة والولايات المتحدة أمس.

ويشير موقع "راديو أوروبا الحرة" إلى أن أن أميركا، كانت تمثل "العدو المشترك الذي جمع بين طهران وموسكو"، على الرغم من تاريخهما المضطرب وانعدام الثقة العميق بينهما. 

واتفق الإيرانيون والروس على عدة ملفات خلال الفترة الماضية، منها دعم نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، ومساندة طهران لموسكو في غزوها لأوكرانيا بمسيرات "شاهين" وصواريخ باليستية.

لكن الأسد سقط، والآن تنفتح موسكو على "تسوية سياسية" للحرب الأوكرانية، وهو ما جرى مناقشته بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ماركو روبيو في الرياض.

ويرى موقع "راديو أوروبا الحرة" أن الجمهور الإيراني، وحتى بعض السياسيين في البلاد، ينادون بأن لا تضع طهران ثقتها في موسكو.

لكن الأمر لا يقتصر فقط على "الأحداث الجانبية" أو "الهمهمات" في أزقة طهران، وإنما حتى من المسؤولين، حيث سبق أن اتهم قائد كبير في الحرس الثوري الإسلامي القوي روسيا "بخيانة سوريا" خلال التغيير السياسي الكبير الذي شهدته البلاد.

وفي عام 2021، كان وزير الخارجية الإيراني آنذاك محمد جواد ظريف، الذي يشغل حاليًا منصب نائب الرئيس للشؤون الإستراتيجية، هو الذي اتهم روسيا بالعمل على تقويض الدبلوماسية النووية مع الغرب.

وتمر إيران بواحدة من أضعف مراحلها التاريخية، فاقتصادها يعاني من حالة فوضى، كما أصبح ما يسمى "محور المقاومة" ضعيفاً إلى حد كبير ــ أو حتى ميتاً، كما يزعم البعض.

كما يواجه النظام شعباً إيرانياً غاضباً ومحبطاً على نحو متزايد بسبب أكثر من أربعة عقود من سوء الإدارة وانعدام الكفاءة من جانب رجال الدين، وهو ما جلب البؤس والفقر، والقمع، بل وحتى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في بلد يتمتع بموارد طاقة كبيرة.

ومن غير المرجح أن تقدم موسكو الإغاثة الاقتصادية التي هي في أمس الحاجة إليها أو يوفر الأمن لإيران وسط تصاعد التوترات مع إسرائيل والتقارير التي تفيد بأن تل أبيب قد تضرب المواقع النووية الإيرانية.

وفي الوقت الحالي، جلبت علاقات طهران مع روسيا على البلاد المزيد من العقوبات والعزلة، بينما عززت صورتها كدولة منبوذة.

كما أن الشراكة الاستراتيجة بين البلدين قد تجلب على إيران المزيد من الضغوط الدولية وتجعل الانفراج المحتمل مع الغرب أكثر صعوبة.

معلومات عن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية

وعلى النقيض من المعاهدة الأمنية الموقعة في وقت سابق، بين روسيا وكوريا الشمالية، فإن الاتفاق مع إيران لا يتطلب من البلدين أن يدافعا عن بعضهما البعض إذا تعرض أحدهما لهجوم؛ بل يتطلب منهما فقط عدم تقديم المساعدة العسكرية أو غيرها من المساعدات للطرف المهاجم.

وتشير "سي إن إن"، في تقرير سابق حول الاتفاق، إلى أن روسيا تستخدمه فقط لـ"تلميع صورتها الذاتية كقوة عظمى". 

وترى روسيا أن هذه العلاقة "غير متكافئة"، وأنها في مرتبة أعلى من إيران، وكما قال جان لوب سمعان، الزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي للشبكة الأميركية: "لا يزالون يعتبرون أنفسهم (الروس) قوة كبرى، وإيران (مجرد) شريك إقليمي".

من ناحية أخرى، تشعر إيران بأنها أقل أمانا بشكل واضح. وقال نيكيتا سماغين، الخبير المستقل في شؤون روسيا وإيران، الذي عمل في وسائل إعلام حكومية روسية في طهران قبل غزو أوكرانيا، إن إدارة الرئيس الإيراني بزشكيان تعجلت لتوقيع هذه المعاهدة مع روسيا وسط تهديدات متعددة لأمنها.

وأوضح قائلا: "إنهم خائفون من إدارة دونالد ترامب، وخائفون من إسرائيل، وخائفون بعد سقوط نظام بشار الأسد، وانهيار حزب الله".

]]>

Previous
Previous

أسلحة بلا فائدة.. الجيش الصيني "غير مصمم" للقتال

Next
Next

انتشرت بين القطط والأبقار.. هل ينضم البشر إلى ضحايا موجة "أنفلونزا الطيور"؟